وجهة نظر

ماذا لو وثق القمر الصناعي المغربي هذه الأشياء؟

أولا لايمكننا إلا نشكر كل من ساهم في إنجاز حدث عظيم يراقب أمن المملكة المغربية بشكل متواصل ليل نهار.

القمر الصناعي المغربي الذي يحمل إسم الملك محمد السادس تم إطلاقه من قاعدة “غوينا” التي توجد في إقليم تابع للنفوذ الفرنسي في ما وراء البحار في واجهة تطل على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية.

القمر الصناعي المغربي هو ثمرة تعاون مغربي فرنسي وتم إطلاقه ليلة الثلاثاء 07 نونبر على الساعة 22:42. إطلاق القمر الصناعي المغربي يوم واحد بعد عيد المسيرة الخضراء المظفرة رسالة قوية للخصوم قبل الحلفاء. لكن دعونا نناقش مشاكل وطننا المغرب بكل موضوعية لعل وعسى نستطيع أن نساهم في حل جزء منها ولو بكتابة مقال بالرغم ان بعض المسؤولين في المغرب لا يقرؤون إلا وثيقة كشف حساباتهم البنكية وعدد ممتلكاتهم.

أمور خطيرة تقع في المغرب من فساد ورشوة ومحسوبية جعلت المملكة تصاب بتعثرات كلما حاول النزهاء في المملكة تحقيق قفزة نجاح وعلى رأسهم قائد البلاد جلالة الملك حفظه الله. ولعل خطابات الملكية الأخيرة أكدت ان الفساد السياسي في المملكة وصل إلى درجة غير مقبولة.

صور او حتى الفيديوهات التي يلتقطها القمر الصناعي تسقط بشكل تلقائي في محطة المراقبة في الرباط وفي محطة مراقبة ضواحي باريس كذلك  بمعنى لا مجال أن يتم إخفاء أشياء عن الدولة. بمجرد تحديد النقطة التي تريد تعطيك الصور والحركات بالثانية.

ماذا لو تمت مراقبة الولايات في المملكة وتوقيت دخول السيد الوالي وتوقيت خروجه ومع من يلتقي! حيث أن بعض الولاة يشتغلون ساعة واحدة  في اليوم (والي كلميم مثلا) في حين أن أجرة الوالي مع الامتيازات والسكن قد تتجاوز 10 ملايين سنتيم في الشهر!!!! الأجرة هي ضعف أجرة مسؤول بريطاني يشغل مثلا نفس المنصب! أما أجرة الوزيرة الأولى البريطانية غير بعيدة عن أجرة والي المغرب.

أجرة السيدة الوزيرة الأولى هنا هي 149,440 ألف جنيه في السنة تؤدي منها نسبة 40 في المئة لضريبة الدولة بمعنى تتقاضى قراب 12,453 ألف جنيه شهريا عندما نسحب 40 في المئة لضريبة تبقى قرابة 7471 الاف جنيه أي أقل من أجرة السيد الوالي في المغرب وأقل من أجرة السيد الوزير المغربي بامتيازته.

المسؤولية هنا في بريطانيا محاسبة وضغط وجهد وحل مشاكل المواطنين لذلك المسؤول بعد خمس سنوات ينهار ويتغير شكله نتيجة مجهوده!! في حين بعض المسؤولين في المغرب ينتظرون أن تقول لهم الصحافة شكرا لإنكم تنهبون!! شكرا لكم لإنه لديهم قصور وفيلات في باريس وفي سانابا وإيليغ بمدينة اكادير أو حي الرياض بالرباط!!!…

نعود للقمر الصناعي ماذا لو تمت مراقبة المستشفيات وأثناء حضور الدكاترة للمستشفى وأثناء خروجهم! وكم من مصحة خاصة يملكها البعض من دكاترة القطاع العام !! ماذا لو تمت مراقبة المحافظة العقارية وتحركات بعض موظفيها المشبوهين في بعض المدن والقرى المغربية والاعتداء على حقوق البسطاء لصالح النافذين!! ماذا لو تمت مراقبة النوادي الليلية وكم من مسؤول يذهب إلى هناك لكي يلتقي زبنائه ويتسلم رشاوي من أجل دهس القانون! ماذا لو تمت مراقبة الفنادق والصفقات التي تقع مع المسؤولين بعيدا عن الإدارة المغربية التي لم يبقى فيها إلا علم مغربي لم يعد يرفرف بسبب الإهمال حيث لا يتم تجديده إلا أثناء الزيارة الملكية!!  ماذا عن الأشجار التي ترافق الزيارة الملكية وتوضع في الشوارع لتختفي بعد الزيارة الملكية!! لكي يرسل المسؤولون رسالة واضحة للمواطن المغربي أنهم يستطيعون الكذب على الملك وتزوير حقيقة الشارع!

اكتشفت مؤخرا أن عدد الأدوية التي تخرج من بعض شركات الأدوية باسم سكان الجنوب المغربي هي عشرة مرات عدد سكان الصحراء!! بمعنى أنه لو كل سكان الصحراء اشتروا الأدوية بدون اسثناء ستبقى تسعة أضعاف إضافية!!! هذا يعني أنه هناك من ينهب الأدوية باسم سكان الصحراء ويستفيد من التلاعب في الضريبة! الأكيد ان الأدوية تباع في مدن أخرى!! اكتشفت كذلك أن عدد البنزين الذي يستهلك باسم الصحراء هو الضعف 12 مرة  من عدد السيارات الموجودة في الصحراء!!  بمعنى هناك من ينهب البنزين باسم الصحراء!!! المملكة يتم استنزافها بشكل خطيير.

خلاصة، الوقائع اليوم أصبحت تستطيع أن تصل إلى الرباط وباريس صورة وحركة, مما يفرض على رجال الحموشي ورجال ياسين المنصوري أن يشتغلوا بصدق ويقظة لإن “عجب” القمر الصناعي لا تنفع معه لا العلاقات ولا الرشاوي.

في بريطانيا مثلا الصحافة والمخابرات هم من يحاربوا الفساد والقضاء يقوم بالردع فهل ستستمر الصحافة المغربية والمخابرات المغربية في محاربة الفساد؟ اما القضاء المغربي يحتاج زلزال قضائي كبير لإن الفساد قد إستشرى في المحاكم المغربية بشكل خطير جعل النزهاء والشرفاء في المحاكم يعانون أصلا في وظائفهم ومكاتبهم في حين شهود الزور يصطفون بشكل يومي للإدلاء بشهادة الزور مقابل مبلغ بسيط يكلف المواطنين هدر حقوقهم ويضمن لبعض القضاة المرتشين التلاعب بالقانون لصالح صديقه أو زبونه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *