مجتمع

تتقن 6 لغات في سن 12.. آية تتسلح بالمعرفة لمحاربة التفاهة في الإنترنيت (فيديو)

“أولا، هذا المستوى الذي وصلت إليه ابنتي آية، لم يتطلب مجهودا خارقا، سواء منها، أو منا كآباء، فقط كنا نملئ أوقات فراغها ببعض القصص والروايات”، بهذا الجمل، يكشف المدني إزيلك، أب طفلته آية، ذات الإثنى عشر ربيعا، وصفة تفوقها دراسيا وعلى كثير من أقرانها.

فرغم صغر سنها، استطاعت آية إزيلك أن تروض لسانها الفتي على ستة لغات، بداية من لغتَيها الأم؛ الأمازيغية والعربية، ثم الفرنسية والإنجليزية، واليابانية والكورية، طامحة إلى إضافة الصينية لغة سابعة في قاموسها اللساني.

كل هذا، بمجهود شخصي، وتعلم ذاتي في المنزل بعيدا عن مراكز اللغة والدعم، واكبه منذ البداية جهد أبويها، اللذان سخرا إمكانياتهم البسيطة في توفير متطلبات متواضعة، أساسها الكتب والإنترنت، وعمودها الرغبة الجامحة عند آية للتعلم والتفوق.

لسان عالمي..

تقول آية، في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، إن أصلها الأمازيغي جعلها تتعلم اللغة الأمازيغية عن طريق التواصل مع والديها في البيت، أما بخصوص العربية الفصحى، والكورية واليابانية، فساعدها على ذلك الرسوم المتحركة التي تتابعها بشكل منظم.

أما الفرنسية، توضح آية، في ذات التصريح، أنها مادة أساسية تدرسها في المدرسة، إضافة إلى الإنجليزية التي حددت إدارة مدرستها مدة 45 دقيقة في الأسبوع لتعليم التلاميذ، إلا أن آية لا تكتفي بذلك، وتقوم بالتعلم الذاتي في المنزل عبر دروس منظمة على الأنترنيت.

تعلق بالكتاب..

تحتفظ ذاكرة آية بأول كتاب قرأته، وهو “فن الحرب”، وتحكي أنها أغرمت بأسلوب كاتبه الصيني، “سون تزو”، وجعلها تتشوق لمعانقة رائحة كتب أخرى، النسخ الإلكترونية والورقية التي يوفرها لها والدها.

تقول آية معرض حديثها: “هكذا بدأ حبي للكتب والقصص التاريخية، لأكتشف فيما بعد كتب التنمية الذاتية، خصوصا كتب ابراهيم الفقي، وفي مرحلة ما قلت يجب أن أقرأ لا من أجل المعلومات وفقط، بل من أجل إنماء أسلوب خاص بي في الكتابة والخطابة، انطلاقا من أسلوب الكتاب الذين قرأت لهم”.

وتضيف المتحدث، أن آخر كتابين قرأت هذه السنة، أحسست بأنني انجدبت لهم  لحدود اللحظة، هم؛ رواية “أنتيرخسوس” لكاتبها أحمد خالد مصطفى، ورواية البؤساء لكاتبها الفيلسوف فيكتور هيغو.

ما بعد الصفر..

يقول والد آية، المدني إزيلك في لقائه بجريدة “العمق”، في البداية اشتريت لها كتبا تحترم مستواها العقلي والمعرفي، حتى تستوعب مضامينها ولا تمل أثناء القراءة، وكان أكثر أنواع هذه الكتب قصص واقعية وخيالية، ثم في مرحلة ثانية، كتب التنمية الذاتية، لتتعلم كيفية الإيمان بقدراتها والثقة في نفسها، خاصة الكتب التي تتناول مواضيع الوقت وإدارته، لأن الوقت هو الشيء الذي ينفذ منا دون أن نستطيع تعويضه.

ويضيف المدني، في ذات التصريح، أن رغبتها الجامحة في التعلم جعلتني كأب أن أتجند لتوفير ظروف التي ستساعدها على تحقيق ذاتها، مشيرا إلى أن الظروف التي وفرتها لا تعني تلك الإمكانيات العالية والكبيرة، بل على العكس تماما، إمكانيات بسيطة جدا، يختصرها بالقول: “إبنتي أرادت أن تقرأ، اشتربت لها كتبا من أجل ملئ وقتها الفارغ”.

جهد ومكافئة..

يتابع أب الطفلة آية، أن يشتغل هو وزوجه على مكافأة ابنتهم على أي إنجاز قدمته وأحسنت فيه، وهي مكافآت غير مبالغ فيها، وفق تعبيره، فبعد أن تنجز تلخيصا عن كتاب مثلا، أقوم بوضع تنقيط لها، وأبدي ملاحظات منهجية وموضوعية عليه، لأقوم فيما بعد بشراء أشياء أعلم مسبقا أنها تحتاج إليها، أو أخرج معها في زيارة استجمام لمكان ما تحبه أو أقتني لها لعبة.

ويوضح المدني أن للمكافأة دور كبير في زيادة حماس ابنته آية. وبعد مدة من الزمن، وجدها توفقت واستطاعت أن ترسم طريقها الخاص، وتعمل على توجيه نفسها بنفسها، معربا عن تمنيه من الآباء حث أبنائهم وتشجيعهم والعمل على تحقيق أمنياتهم، حتى يتسنى لنا رؤية مجتمع مزدهر بالطريقة التي نريدها.

صانعة محتوى..

“لم يكن يوما إنشاء قناة على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن مخططاتي”، تقول آية، وتضيف، “بل كنت أفكر في الجد والاجتهاد والمثابرة من أجل تكوين شخصيتي وبنائها، ومع المدة بدأت أفكر في كيفية الوصول إلى قلوب الأطفال، وكانت هذه هي الطريقة الناجعة”.

أنشأت حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي، يديره أبي، في حين أتكلف أنا بصناعة المحتوى، بمساعدة منه وأمي أيضا، بهدف تبادل المعارف مع الأطفال والشباب، بمحتوى متنوع، يضم العديد من المواضيع المتعلقة بالعلوم والثقافة والتقاليد والتاريخ والقيم، وغيرها. بعيدا عن التفاهة التي طغت على المحتوى الرقمي.

تقول آية، كما يعلم الجميع، فإن الإنترنيت، لها وجهان، واحد سلبي والآخر إيجابي، ونحن كأطفال يصعب علينا التحكم في الأمر، ومُعرضين للتيه في هذا العالم الكبير، ونلاحظ أنه المحتوى الرائجة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي هي مواضيع تافهة، لهذا يجب علينا أن نشهذ هممنا وأن نقرأ ونثابر من أجل عالم افتراضي وواقعي أفضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • منذ 3 سنوات

    ما شاء الله عليك آية وفقك الله مزيدا من العطاء، واصلي وفقك الله وحفظك من كل عين

  • غير معروف
    منذ 3 سنوات

    هل قرات القرآن الكريم