منوعات

الإدمان الجنسي يدمر الصحة والثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية.. إليك أعراضه وسبل علاجه

قد لا يبالغ من يصف هذا العصر بأنه “عصر الإدمان” بعد أن توسعت مصادره وأنواعه بشكل غير مسبوق، وانتشرت أنواعه الجديدة بشكل واسع، مثل الإدمان الالكتروني وإدمان مواقع التواصل الاجتماعية، وإدمان مشاهدة المواد الإباحية وغيرها.

ورغم انتشاره الواسع، عادة ما يُنكر الناس إصابتهم بالإدمان، ويجدون صعوبة في إدراكه.

ويعتبر الإدمان الجنسي أحد أنواع الإدمان التي توسع انتشارها مع انتشار الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أنشطة أخرى تشجع عليه.

فما هو الإدمان؟ وما هو الإدمان الجنسي؟ وما هي أعراضه ومخاطره؟ وما سبل علاجه؟

ما الإدمان؟

عُرِّف الإدمان، حسب الجزيرة نت، بأنه حاجة قوية -غير قابلة للسيطرة أو التحكم- إلى تناول مادة معينة مثل المخدرات أو الخمر، أو إلى القيام بسلوك ما مثل القمار أو ممارسة الجنس، يصبح أهم شيء في حياة المرء، ويؤثر على دراسته أو عمله أو حياته العائلية والزوجية.

ويعتقد أن الإدمان يبدأ عندما يستعمل الشخص مادة معينة مثل الخمر للحصول على الاسترخاء والمتعة، كما ينطبق هذا على سلوكيات أخرى مثل القمار أو متابعة المواقع الإباحية، وعند بعض الأشخاص فإن هذه العملية تتكرر للحصول على شعور يعتبرونه “جميلا”، يرتبط بتلك المادة أو بذاك السلوك.

ومع حدوث تغيرات كيميائية في دماغ المدمن، يأخذ تعاطي هذه المواد وممارسة هذه الأنشطة نمطا أكثر شدة وتكرارا، مما يقود إلى أضرار جسدية ونفسية، وشيئا فشيئا يبدأ الجسم والدماغ بالتعود على تلك المواد أو ذاك السلوك، ولا تعود نفس كمية المادة -مثل الخمر- أو الوقت الذي يقضيه في ممارسة السلوك (كمشاهدة المواقع الإباحية على الإنترنت) كافيا للوصول إلى نفس المستوى من الإثارة والمتعة.

ما الإدمان الجنسي؟

حسب “مايو كلينيك” يسمى السلوك الجنسي القهري أحيانًا فرط الرغبة الجنسية، أو اضطراب فرط الرغبة الجنسية أو الإدمان الجنسي. وهو الانشغال المفرط بالتخيلات الجنسية أو المثيرات أو السلوكيات التي يكون من الصعب السيطرة عليها وتسبب لك القلق أو التأثير السلبي على الصحة أو العمل أو العلاقات أو أجزاء الحياة الأخرى.

قد يتضمن السلوك الجنسي القهري تجارب جنسية ممتعة شائعة متنوعة. وتشمل الأمثلة الاستمناء أو الجنس عبر الإنترنت أو ممارسة الجنس مع أكثر من شريك أو استخدام الخدمات الإباحية أو الدفع مقابل الجنس. عندما تصبح السلوكيات الجنسية عاملاً أساسيًا في الحياة ويكون صعب السيطرة عليها أو مزعجة أو مؤذية لك أو للآخرين، فيتم اعتبار هؤلاء الأشخاص مصابين بالسلوك الجنسي القهري (الإدمان الجنسي).

مخاطر وأضرار الإدمان الجنسي

حسب مايو كلينيك، بغض النظر عما يسمى أو طبيعة السلوك، يمكن أن يدمر السلوك الجنسي القهري غير المعالج الثقة بالنفس والعلاقات والعمل والصحة والأشخاص الآخرين، ولكن بالعلاج والمساعدة الذاتية، يمكنك تعلم السيطرة على السلوك الجنسي القهري.

وحسب نفس المصدر، يمكن أن يظهر السلوك الجنسي القهري لدى الرجال والنساء على حد سواء، إلا إنه أكثر شيوعًا بين الرجال. كما أنه يمكنه أن يؤثر على أي شخص، بغض النظر عن الميول الجنسية.

وحسب “ويب طب” الإدمان على الجنس حالة مرضية سيئة جدًا تؤثر على الفرد المُصاب بها وعلى المجتمع. وكباقي أنواع الإدمان فإنّ الإدمان على الجنس يؤثّر على الصحة العقلية للمدمن والعلاقات الشخصية وجودة الحياة والسلامة، وعلى الرغم من أنّ الإدمان على الجنس هو مرض شائع إلى حد ما، إلّا أنّه بالغالب لا يتمّ تشخيصه.

عادةً يبحث المدمن عن علاقات غير عادية وغير قانونيّة، كتعدّد الشركاء بالإضافة إلى ذلك يتضمّن الإدمان على الجنس شعورًا بالحاجة الملحّة للاستمناء أو مشاهدة وعرض مواد إباحية.

يصبح تعريف الإدمان الجنسي مرضًا عندما يبدأ بالتأثير على أسلوب وجودة حياة المدمن، حيث قد يميل إلى تغيير أنشطته وأسلوب حياته، كما قد يقبل على فعل نشاطات جنسية على الرغم من عواقبها السلبية والشديدة كالسجن.

يمكن أن يكون للسلوك الجنسي القهري العديد من العواقب السلبية التي تؤثر عليك وعلى الآخرين، حسب “مايو كلينيك”، منها:

  • صراع مع الإحساس بالذنب والعار وانخفاض مستوى الثقة بالنفس
  • ظهور لحالات صحية عقلية أخرى مثل الاكتئاب والتفكير في الانتحار والحزن الحاد والقلق
  • التجاهل أو الكذب على شريكك وأسرتك مما يضر بالعلاقات الحقيقية أو يدمرها
  • فقدان تركيزك أو الانخراط في نشاط جنسي أو البحث عن إباحية عبر الإنترنت في العمل مما يعرض وظيفتك للخطر
  • تراكم الديون المالية بسبب شراء الخدمات الإباحية والجنسية
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد أو عدوى أخرى منقولة بالاتصال الجنسي أو نقل عدوى منقولة بالاتصال الجنسي إلى شخص آخر
  • الانخراط في إدمان مادة غير صحية مثل استخدام عقاقير الحالة المعنوية أو شرب الكحوليات بإفراط
  • التعرض للاعتقال بسبب انتهاكات جنسية

أعراض الإدمان على الجنس

قد يكون من الصعب على الشريك والمقربين من المدمن على الجنس اكتشاف إدمانه، حيث أنّه ينجح في الغالب بإخفاء سلوكياته غير العاديّة والمرضيّة من خلال الكذب حولها أو أداءها بأوقات لا يمكن توقّعها.

تتضمن بعض الدلائل التي تشير إلى أنك قد تعاني السلوك الجنسي القهري، حسب “مايو كلينيك”:

  • التخيلات والرغبات والسلوكيات الجنسية المتكررة والشديدة التي تستغرق الكثير من وقتك وتبدو خارجة عن سيطرتك.
  • أن تشعر بأنك مدفوع للقيام ببعض السلوكيات الجنسية، وأن تشعر بتخفيف التوتر بعد ذلك، ولكنك تشعر بالذنب أو تأنيب الضمير أيضًا.
  • المحاولة دون جدوى لتقليل التخيلات أو الرغبات أو السلوكيات الجنسية أو التحكم فيها.
  • استخدام السلوك الجنسي القهري كوسيلة هروب من المشكلات الأخرى، مثل الوحدة أو الاكتئاب أو القلق أو الضغط النفسي.
  • الاستمرار في الانخراط في السلوكيات الجنسية التي لها عواقب وخيمة، مثل احتمالية الإصابة بعدوى منقولة جنسيًا أو نقلها لشخص آخر، أو خسارة علاقة مهمة، أو حدوث مشكلة بالعمل أو ضائقة مالية أو مشكلات قانونية.
  • وجود مشكلة في إقامة علاقات سليمة ومستقرة أو الحفاظ عليها.

وتضيف “ويب طب”:

  • علاقات متكررة مع شركاء متعددين ومع غرباء.
  • الكذب حول النشاطات الجنسية.
  • الانشغال بالممارسات الجنسية على حساب الحياة اليومية وإنتاجية العمل.
  • المخاطرة بالنفس أو بالآخرين في سبيل أداء علاقة أو ممارسة جنسية.
  • الحاجة إلى السيطرة والهيمنة خلال العلاقة الجنسية.
  • الشعور بالندم والذنب بعد ممارسة الجنس.
  • الحاجة للاستمناء بوتيرة عالية.

العلاج من الإدمان على الجنس

خلافًا لباقي أنواع الإدمان، حسب “ويب طب”، يختلف المنطق الذي يقف خلف مفهوم علاج الإدمان على الجنس، حيث في حين أنّ الطبيعة البشرية لا تقتضي شرب الكحول واستهلاك المخدرات، إلّا أنّ الغريزة البشرية تفرض الحاجة إلى ممارسة الجنس.

لذا فإنّ المدمن في هذه الحالة يحتاج بالأساس إلى تعلّم السيطرة وتمييز السلوكيات الجنسية الصحيّة السليمة عن تلك غير السليمة، وبالتالي فإنّ العلاج قد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات من العلاج.

وحسب نفس المصدر، يشمل العلاج من الإدمان على الجنس عادةً واحدة أو أكثر من الطرق الآتية:

  1. إعادة تأهيل بمراكز علاج داخلية

تعتمد المعالجة في مراكز العلاج الداخلية على بقاء المدمن داخل المصحّ لمساعدته في تجنّب كافة المحفّزات الجنسية لمدة شهر على الأقل، وذلك من أجل استعادة السيطرة على الرغبة الجنسية لديه.

غالبا تعتمد هذه الطريقة على إجراء جلسات علاجية جماعية مع من يعاني من المشكلة نفسها وفردية مع اخصائيين علاجيين.

  1. برنامج إعادة التأهيل الجماعي الخارجي

تقتضي هذه الطريقة من علاج الإدمان على الجنس على اللقاءات الجماعية التي تجمع عددًا من المرضى الذين يعانون الإدمان على الجنس، حيث تحدث اللقاءات بوتيرة ثابتة.

من حسنات هذه الطريقة أنّها تتيح المجال أمام المرضى بمتابعة حياتهم بشكل كامل، إلّا أنّ العمل يكون على الحث والتشجيع للامتناع عن السلوكيات الجنسية القهرية والشاذة.

  1. العلاج السلوكي المعرفي

هذا العلاج بالأساس يستهدف وعي وإدراك المريض، حيث يعمل على رفع تنبّهه للمسببات والمحفّزات الجنسية التي تؤثّر عليه وإيجاد بدائل سلوكية حيالها.

يتم العمل ضمن العلاج السلوكي المعرفي بشكل منفرد، حيث تجمع الجلسات المدمن مع اخصائي نفسي مرّخص يساعده في الوصول إلى الاستنتاجات المناسبة حول سلوكياته الجنسية.

  1. العلاج بالأدوية

كثيرًا ما يصاحب الإدمان على الجنس الإصابة بالاكتئاب أو أمراض عقلية ونفسية مختلفة، لذا فقد يكون علاج الإدمان من ضمن علاج الأمراض الأخرى بالأدوية، على سبيل المثال فإنّ بعض مضادات الاكتئاب تقلل من التحفيز الجنسي الأمر الذي قد يصب في مصلحة العلاج من الإدمان على الجنس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *