وجهة نظر

زمن الملائكة أم همس الدواعش

ونحن نقاوم من أجل ألا تسرق الأرض انفضوا من حولنا ليخوضوا في اللهو و العرض!

استأثرت مواقع التواصل الاجتماعي و بعض الصحافة في اليومين الأخيرين بشريط فيديو بعنوان كبير يتحدث عن فضيحة مغربيين ممن استأثرهم الحظ و القدر بالمناصب و هما يشربان الخمر برفقة نساء .. 

على الأقل في الخمر و النساء يكاد أن يكون المغاربة في ذلك على اختلاف درجاتهم سواء ..لكن المزعج في الخبر طبعا ليس هذا أو ذاك و لكن المزعج فعلا هو أن نترك النقاش العمومي حول المسؤوليات و المحاسبة عليها و نتحول فجأة إلى جواسيس نتداول أشرطة أشخاص في المقاهي و الحانات و نختلس النظر إلى موائدهم و أهلهم و صحبهم و نسمي ذلك بالفضيحة..

الفضيحة أن يجوع بيننا المواطن و يعرى..
الفضيحة أن يأكل حقوقنا من استأمناهم عليها و نصمت..
الفضيحة أن نترك الملفات الحارقة للمغاربة و نتبع صغيرهم و كبيرهم إلى الحانات و غرف نومهم..
الفضيحة أن يعتبر أحدهم أن النساء منحرفات فقط لأنهم أكثر عددا من الرجال في مكان..
الفضيحة أن يعتبر مغربي الشريط فضيحة و هو يحاور الصديق و الرفيفة و الكأس بين يديه..أو على الأقل يشتهيه…
الفضيحة أن نخرب بيوتنا بأيدينا فلا ندري الدور غدا على من، هل على بناتنا أم أبنائنا في اختلاس النظر و التشهير و هتك الأسرار و الأعراض..

الفضيحة أننا و نحن نريد أن نكون ملائكة لا تقبل بالرذيلة نتحول إلى دواعش ندعو إلى قطع الرؤوس و الجلد في الساحات ..
الفضيحة أن يسعى أحدنا باسم الحداثة إلى الرغبة في حرقنا و تفجيرنا بالغاز لمجرد أننا مسلمون و أننا أغلبية في هذا الوطن..
الفضيحة أننا كنا نخشى أن تسير داعش إلينا و لم نكن نعلم أننا نحن من يسير إليها…

الفضيحة أن نسكر الناس بالرغبة و ننزع منهم العقول لنضع مكانها نار الشهوة و حبها كالحرب عليها سواء..
الفضيحة أن تتحول الانتخابات إلى قيامة لا خيار فيها إما الجنة أو النار و ما عند الوطن أكبر من ذلك و ما عند الله خير و أبقى..

الفضيحة و نحن نختلف مع بعضنا أن ننسى أننا كلنا مغاربة و قبل ذلك أن ما يوحدنا هو الإنسان و أن نقاوم فينا الحيوان..
الفضيحة أن نبتز البلاد عوض أن نناضل من أجلها..
الفضيحة أن نرى أن محاكم الأخلاق و مشانق للحرية تنصب لنا و لكل المغاربة و نصمت..

الأخلاق أن نثبت على المبدأ في احترام الغير و احترام أنفسنا..و الرذيلة أن ننبش في حياة المغاربة و نغطي مشاكلنا الجوهرية و مطالبنا العادلة بالحديث عن اللهو و اعتباره فضيحة!