بمناسبة العيد الوطني للمرأة المغربية الذي يصادف 10من أكتوبر من كل عام…
وددت لو أني أبارك لأخواتي في التأنيث هذا العيد وفي نفسي شيء من البهجة قد أتقاسمها معهن…. على عادتي في هكذا مناسبات كي أشيد معهن بالمكتسب، وننبه للخلل….لكن المناخ الوطني العام و الإقليمي معا، أرخيا ظلال الحزن علي، فحدثتني نفسي أن اكتب بهذه المناسبة، رسالة لأصحاب القرار وأصحاب الضمائر الحية ومتنوري المجتمع … ملفوفة بغضب وحزن على أخواتي في التأنيث من حرائر هذا الوطن، فلتسمعوا مني :
*بلغوهم أن نساء الحوز مازلن تحت حر وبرد الخيام، وهاهي دورة العام تكتمل…. .. وفيهن الثكلى والمعطوبة والتلميذة اليتيمة والجدة المكلومة …
*بلغوهم أن نساء الجنوب الشرقي…. مللن البكاء، ومللن الانتظار تماما كما نساء الحوز..
*بلغوهم أن الهجرة الجماعية لجحافل من هذا الشعب نحو الحدود الإسبانية يوم 15 شتنبر…كانت تضم أيضا فتيات في عمر الزهور وأمهات سطر اليأس خطا أسود على عيونهن العالقة دمعا…
*بلغوهم، ان الغلاء بلغ مستواه القياسي، و “السكين وصلات للعظم” عند الرجال وعند النساء أكثر… والحال ان عائلات عديدة تعيلها امرأة، أخلف الرجل موعده معها فمات أو هاجر… ، وعضها البعيد كما القريب.
*بلغوهم أن التقارير التي في ظاهرها وردية، و تؤكد ان نسبة التأنيث ارتفعت في الجامعات على حساب الذكور… لا تفرحنا بل تقلقنا…فالوطن يستند على ذكوره كما إناثه… و يستقيم بهما معا… ومستقبله رهين بهما الاثنين.
*بلغوهم أن نسبة الحضور النسائي في المجالس المجالية وفي البرلمان وفي الحكومة…. لم نر بعد اثرها الواضح في المقترحات وفي الأسئلة ولا في الانضباط… ولا في الانتصار لقضايا النساء و الطبقات الهشة على امتداد هذا الوطن( طبعا انا لا اعمم فهناك مناضلات ترفع لهن القبعة… ، لكن سقف الانتظار قياسا بعدد النساء كان أعلى من واقع الحال…) … فانخفض منسوب الثقة في البعض كما انخفض في الكثير من أهل أشباه السياسة، و ما المساطر الانضباطية التي تطالعنا صباح مساء كعناوين بارزة على صفحات الفيسبوك وصفحات الجرائد الإلكترونية… وتقارير بعض المؤسسات الوطنية إلا صورة عن هذا الاهتزاز السياسي والأخلاقي والاجتماعي….
وبكلمة، من مصلحة من هذا النكوص السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟
أضاق هذا الوطن بالكفاءات إلى هذا الحد؟!
لا والله، هذا الوطن يزخر بطاقات خلاقة، لها في ميزان التفاضل كفة راجحة…. ولكن!…
وبكلمة، كنا نتوق لما يبعث فينا الأمل وسط زخم من الاحباطات وطنيا و اقليميا، وقلوبنا تخفق حزنا على إخوتنا في فلسطين ولبنان… ….كنا نتوق لالتفاتة
و الحصيلة مشرفة_رغم السياق الدولي_ يسرنا الحديث عنها في هذا اليوم، لكن واقع الحال جعلنا نردد عبارة الشاعر الحزينة “عيد بأي حال عدت يا عيد”؟!
تعليقات الزوار
تعقيبا على مقال: بويغرومني تكتب : بأي حال عدت يا عيد؟ لقد سمعنا صرختك، وبلغتنا صيحتك،ونشهد الله انك قد بلغت واسمعت سامعين. . والحق أن صرختك هذه ذكرتني بصرخة قرأتها ذات يوم في كتب التاريخ من امرأة مكلومة ضاقت بها الدنيا بما رحبت ، امرأة ،صرخت "وامعتصماه" ،" واحجاجاه " ، فخرجت الجيوش وتحركت الغيرة في الرجال، ودبت الحمية في عروقهم دبيب الكهرباء، فحلفوا أن لا يقربوا الطيب ولا النساء حتى يرفعوا الحيف عن امرأة واحدة ، ضاعت في بلاد بعيدة. لقد وصلت صرختك اختي، ولكن أين الرجال؟ وهذا تساؤل حير المغاربة إلى جانب التساؤل الآخر " أين الثروة" .أما الثروة فلا ندري أين ذهبت، أما الرجال فهم أحياء ولكنهم اموات،تقهقروا إلى الوراء واستحبوا الراحة على العمل والهزل على الجد وكثير منهم تكالب عليه الزمان والمكان فوقف حمارهم في العقبة. لقد بلغتني صرختك اختي، لكن لا تنتظري أن أحرك الجيوش وأخرج الوحوش، فكل ما أستطيع فعله من اجلكن هو أن أحمل سيفي (قلمي) وأسقيه سما (حبرا) ثم اواسيكن بهذه الكلمات: لكل نساء وطني ، عيدكن مبارك سعيد، فضلكن علينا كبير ، انتن اللواتي حملنناتسعة اشهر في البطون وحولين كاملين في الاحضان، ثم في قلوبكن مدى الحياة. انتن:الازهار في الحديقة، الأشجار في الغابة،الأسنان في الفم، المياه في الأنهار، ملح الطعام، المؤنسات الغاليات. وهذا اسمي " نورالدين" استأنسن به كلما داهمتكن النوازل واصرخنواصرخن" وانورديناه"، فإذا بلغتني الصرخة دعوت الله لكن، وواسيتكن بالكلمات والقلم، حتى يبلغ الكتاب أجله فأستبدل القلم بالسيف وأطيح برؤوس قد أينعت ، وحان قطافها، وموعدهم انشاءالله الصبح ، أليس الصبح بقريب؟...بلى