بعدما كان المستشفى الإقليمي بوافي بمدينة الدار البيضاء يقدم خدمات صحية جليلة لساكنة المنطقة والمدينة ككل، نظراً لشساعة مساحته وتوفره على مختلف التخصصات الطبية، أصبح في الشهور الأخيرة عالة على المواطنين بسبب الخصاص المهول الذي أصبح يعاني منه هذا المرفق العمومي على مستوى الأطر الطبية المتخصصة.
وحسب مصادر جريدة “العمق المغربي”، فإن “المستشفى الإقليمي بالعاصمة الاقتصادية أصبح خارج التغطية على صعيد مجموعة من التخصصات، وهو ما دفع المواطنين أبناء المنطقة إلى التنقل للمصحات الخاصة من أجل القيام بالفحوصات اللازمة، وهو الأمر الذي أثار حنق المترددين على المشفى”.
وأضافت المصادر نفسها أن “المستشفى الإقليمي منذ أزيد من سنة يعاني من غياب أطباء اختصاصيين في الأمراض التنفسية، علماً أن عشرات الحالات التي جاءت إلى المصحة من أجل العلاج تفاجأت بغياب جناح خاص بهذه الأمراض التي أصبحت شائعة وسط المجتمع المغربي”.
وأردفت المصادر أنه “في زمن ورش الحماية الاجتماعية التي تعتبر من التوجهات السامية الكبرى للملك محمد السادس، تتألم ساكنة المنطقة بسبب استمرار غياب الأطباء لتشخيص مرض السل، حيث يكتفي المواطنون بالعلاجات المتوفرة في قسم المستعجلات، وهي بمثابة حلول شفائية ترقيعية، غير أن الغريب في الأمر أن الحالات المتعلقة بهذا المرض الرئوي لم يتم إحصاؤها من طرف العاملين”، حسب ما عاينته جريدة “العمق المغربي”.
وما زاد الطين بلة هو الواقع الذي ينطبق على قسم الأمراض التنفسية بالمستشفى الإقليمي بوافي بمدينة الدار البيضاء، وهو نفسه الذي يعاني منه قسم الأمراض الجلدية الذي لم يتم تعيين أطباء اختصاصيين له منذ شهور، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة على طاولة إدارة المشفى التي رفضت الحديث عن هذا الموضوع لمرات عدة.
وفي ظل تفاقم الأوضاع الصحية في المستشفى الإقليمي بوافي المتواجد بعمالة الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء، يعاني المرضى من نقص حاد في الخدمات الطبية الأساسية، أبرزها غياب طبيب خاص بأمراض المفاصل والروماتيزم، وهو ما دفع العديد منهم إلى التساؤل عن جدوى وجود هذا المشفى.
والأخطر من ذلك، حسب المعطيات المتوفرة لدى الجريدة، فإن إدارة المستشفى تفكر في إغلاق قسم الإنعاش الذي تم فتحه في وجه الساكنة البيضاوية قبل شهور قليلة، وذلك راجع إلى انتهاء المدة المتعاقد عليها مع الأطباء المشرفين على هذا القسم الحساس داخل المستشفى الإقليمي بالعاصمة الاقتصادية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن قرارات مديرة المستشفى التي تم تعيينها حديثاً تتسم بالارتجالية وعدم التوازن في توزيع الأطباء حسب الخصاص الحاصل، إذ تم تعيين طبيب في قسم الكلى الذي يتوفر على أطباء يسهرون على حسن سير جزء من هذا المرفق العمومي، بالإضافة إلى أن قسم الولادة منذ شهور وهو خارج الخدمة بسبب الإصلاحات.
ويشار إلى أن جريدة “العمق المغربي” انتقلت إلى المستشفى الإقليمي بوافي من أجل أخذ توضيحات من طرف مديرة هذا المرفق العمومي، حيث تم تحديد موعد المقابلة يوم الجمعة 14 فبراير على الساعة التاسعة صباحاً، غير أن هذه الأخيرة رفضت الإجابة بمبرر أنها لم تتوفر على ترخيص من الجهات المختصة.