اعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم منار اسليمي، أن هناك مساع لتفكيك الأسرة، موضحا أن هذه الحروب التي يشهدها العالم ليست مجرد صراعات سياسية أو اقتصادية فحسب، بل هناك مد خفي يسعى إلى هدم الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع.
وأضاف منار اسليمي، في كلمة له ضمن ندوة نظمتها الجمعية المغربية للقانون الدستوري، بشراكة مع مختبر القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، تحت عنوان “إعادة التفكير في الدولة”، اليوم الأربعاء، “أن أي محاولة للدخول في صراع مع العقيدة مصيرها الفشل، مؤكدا أن الدين يلعب دورا محوريا في تحقيق التوازن داخل المجتمعات، تجسده مؤسسات دينية تضمن هذا التوازن”.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الأطروحات التي ادعت نهاية الدولة أصبحت متجاوزة، حيث كان يُعتقد أن الدولة ستختفي كما طرح الفكر الماركسي أو نظريات مثل أطروحة فرانسيس فوكوياما، لكن الواقع أثبت أن الدولة لا تزال فاعلاً أساسيًا في العلاقات الدولية، سواء في التعاون أو النزاعات، وهي التي تشرّع القوانين وتبني الأنظمة.
وعند تناوله للنموذج المغربي، أشار منار اسليمي إلى أن الدولة في المغرب لها خصوصياتها التي تجعلها تختلف عن الدول الغربية، موضحًا أن علم السياسة في المغرب نشأ في سياق مرتبط بالقانون العام، مما جعل العديد من الدراسات تنظر إلى الدولة من زاوية قانونية أكثر”
ونبه إلى وجود نزعة لدى الباحثين عند تحليل الدولة المغربية إلى العودة إلى كتاب جون واتربوري “أمير المؤمنين؛ الملكية والنخبة السياسية المغربية” و لـ “ريمي لوفو” من خلال مؤله “الفلاح المغربي المدافع عن العرش، مشيرا أن هذه الكتابات وضعت نماذج تفترض ثبات المجتمع المغربي، في حين أنه يشهد تطورات مستمرة.
وأكد السليمي أن النظريات السياسية الكلاسيكية، مثل الليبرالية والماركسية والوظيفية والبنيوية، لا تقدم تفسيرًا كافيًا لطبيعة الدولة في العالم العربي، موضحًا أن هذه النظريات نشأت في سياقات مختلفة عن طبيعة نشوء الدولة العربية، التي تأسست على علاقات القوة أكثر من فكرة العقد الاجتماعي،
واشار أن هناك نقاشا هاما لكن هذا النقاش ظل مهمشًا في الدراسات الأكاديمية، يدور حول ما إذا كانت الدولة تحدد الأمة أم العكس، في السياق المغربي، ليذهب إلى أن الأمة هي التي تحدد الدولة، حيث استمرت الأمة تاريخيًا رغم التغيرات السياسية.