أصبحت عملية هدم التجمعات الصفيحية في العاصمة الاقتصادية في إطار الاستعداد للتظاهرات الرياضية المقبلة واستكمال البرنامج الوطني “مدن بدون صفيح” الذي أُعطيت انطلاقته سنة 2004، تهدد المستقبل الدراسي للتلاميذ، بعدما شرعت السلطات المحلية في العديد من المناطق التي تُعتبر نقاطًا سوداء داخل مدينة الدار البيضاء في ترحيل آلاف الأسر خارج المدار الحضري.
وعبرت فعاليات تربوية عن امتعاضها من طريقة تنزيل البرنامج الرامي إلى مكافحة السكن الصفيحي والتأهيل الحضري للمدينة، دون مراعاة الحقوق التعليمية للتلاميذ، علماً أن أغلب الأسر انتقلت إلى محيط العاصمة الاقتصادية من أجل الاستفادة من الشقق السكنية، وهو الأمر الذي دفع العديد من التلاميذ إلى الإعلان عن سنة بيضاء بسبب الظروف القاهرة.
وقال محمد تامر، رئيس الفرع الجهوي لجهة الدار البيضاء-سطات للفيدرالية الوطنية لجمعيات الأمهات والآباء والأولياء، إن “الهدف الرئيسي الذي تحاول فيدرالية أولياء أمور التلاميذ تحقيقه هو ضمان الاستقرار النفسي والدراسي لجميع التلاميذ، من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة خاصة داخل المدارس العمومية”.
وأضاف تامر، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الدار البيضاء تعرف موجة من الإصلاحات استعدادًا للتظاهرات الرياضية المقبلة أبرزها كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، حيث يتم هدم التجمعات الصفيحية والدواوير العشوائية بعدة مناطق، الأمر الذي قد يؤثر على المسار الدراسي للتلاميذ”.
وتابع المتحدث نفسه أنه “على المسؤولين اختيار الوقت المناسب لترحيل الأسر حفاظًا على الزمن المدرسي للتلاميذ وضمان استمرارية النشاط التعليمي لدى مختلف التلاميذ، خاصة الذين يقطنون في المنازل العشوائية”.
وأشار رئيس الفرع الجهوي لجهة الدار البيضاء-سطات للفيدرالية الوطنية لجمعيات الأمهات والآباء والأولياء إلى أنه “هناك أسر قامت باكترا ء منازل حتى نهاية الموسم الدراسي الجاري، خوفًا من مغادرة أبنائهم للمؤسسات التعليمية بسبب عملية الترحيل، غير أنه هناك فئة معوزة لم تستطع تحمل تكاليف السكن واضطرت إلى الرحيل”.
وأردف أيضًا أن “الموسم الدراسي دخل مرحلة العد التنازلي نظرًا لقرب فترة الامتحانات، الأمر الذي يتطلب التركيز مع المقررات الدراسية ومراجعة الدروس، وأن عملية الهدم وترحيل الأسر ستساهم في تعثر مرحلة التعلم”.
وشدد تامر على ضرورة تدخل السلطات لإيجاد حلول واقعية للحفاظ على الزمن التعلمي للتلاميذ المهددين بالرحيل، حيث سبق وأن تدخلت الفيدرالية في عدة مديريات التربية الوطنية والتعليم من أجل وضع خارطة الطريق للتلاميذ القابعين في الدواوير الصفيحية.