“أصبحت بناية تاريخية لالتقاط الصور التذكارية فقط” هكذا عبر المهدي فخيم وهو فاعل جمعوي بإقليم إفران في تصريحه لجريدة “العمق”، حول مصير واحد من أكبر مستشفيات علاج الأمراض الصدرية والتنفسية في القارة الإفريقية بجماعة بنصميم التابعة لإقليم أزرو.
عُرف مستشفى بنصميم عِلاوةً على بنايته الشاهقة ومساحته الشاسعة بقصته المثيرة وأسراره الذفينة التي انطلقت قبل أزيد من 65 سنة، حيث قرر أحد الأجانب الفرنسيين الاستقرار بنواحي إقليم إفران وبالضبط بمنطقة بنصميم حاملاً معه مرض صدري عجز الأطباء الفرنسيين عن علاجه خلال تلك الفترة.
ويقول فخيم في حديثه، إن الأجنبي لقي راحته بفضل المناخ البارد والهادئ ببنصميم شفي على إثره من مرضه الذي فقد أمل علاجه، ليقرر بعد ذلك بناء هذا المستشفى الضخم وتجهيزه لفائدة مرضى الأجهزة التنفسية بسعة فاقت 500 غرفة متفرقة على سبع طوابق وبأجهزة طبية حديثة سنة 1948.
أقبل على المستشفى آلاف المرضى من جميع أنحاء العالم خلال فترة فتحه بين سنة 1973-1948، يضيف فخمي، مشيرا إلى أنه في ظروف غامضة تم إغلاق هذه المعلمة سنة 1973، متسائلا عن أسباب إغلاقه والتفريط وإهمال هكذا مستشفى في ظل الخصاص المهول الذي يعرفه إقليم إفران عامة و دائرة أزرو خاصة.
بناية شاهقة ونوافذ مكسرة وأبواب مهترئة ونفايات متراكمة وجدران طالها النسيان وتغير لون صباغتها من الأبيض والأزرق إلى الأسود والأصفر الغامق، إضافة إلى مخطوطات كتبها قاصرون بعد سنوات من إغلاق المستشفى، هذا ما وثقته كاميرا جريدة “العمق المغربي” خلال جولتها داخل هذا المستشفى الذي يتحسر عنه المهدي فخمي وساكنة الإقليم عامة.
وفي السياق ذاته، طالب طه رياضي، وهو أحد الشباب الغيورين على المنطقة، بإيجاد حل عاجل لهذه البناية وإعادة ترميمها وفتح هذا المستشفى التاريخي وتجهيزه في وجه ساكنة الإقليم، مؤكدا أن الإقليم يعرف نقصا حادا في المستوصفات والمستشفيات مما يستوجب على المرضى التنقل إلى مدينتي فاس ومكناس لتلقي العلاجات.
وأشار طه في حديثه إلى أن وزير الصحة السابق، أكد في أحد مراسلاته أن المستشفى أصبح غير مؤهل لإعادة تقديم خدمات طبية أو إعادة تهيئته كمستشفى يستقطب المرضى لأسباب مجهولة، مطالبا أنه بالإمكان استغلاله في مشروع سياحي أو اقتصادي لجلب الاستثمارات لإقليم إفران سيما ان المغرب مقبل على تظاهرات عالمية خلال السنوات القادمة.
باقي التفاصيل في الروبورتاج: