أعلن الأرشيف الوطني الأمريكي عن نشر الدفعة الأخيرة من الملفات المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي، الذي وقع في 22 نونبر 1963 في دالاس، تكساس.
وتأتي هذه الخطوة بعد توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في يناير 2023، يقضي برفع السرية عن جميع الوثائق المرتبطة باغتيال كينيدي، بعد أكثر من 60 عاما على وقوع الحادثة، بالإضافة إلى ملفات اغتيال شقيقه الأصغر روبرت كينيدي، ورائد حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور.
وقد شملت هذه الدفعة الأخيرة أكثر من 2400 وثيقة جديدة، تم اكتشافها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، مما أضاف مزيدًا من التفاصيل إلى واحدة من أكثر الجرائم السياسية إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي.
وتأتي هذه الوثائق بعد سنوات من النشر التدريجي لآلاف الصفحات من السجلات، حيث تم الكشف عن 97% من أصل 5 ملايين صفحة من الوثائق المتعلقة بالقضية.
وعلى الرغم من أن “لجنة وارن”، التي تولت التحقيق في اغتيال كينيدي، خلصت إلى أن القاتل الوحيد هو لي هارفي أوزوالد، وهو قناص سابق في سلاح البحرية، إلا أن هذه النتيجة لم تكن كافية لإقناع الجميع. فقد ظلت نظريات المؤامرة تتنامى على مدار العقود الماضية، مدعومة بالإفراج البطيء عن الوثائق الرسمية.
ومن بين الوثائق الجديدة، تم الكشف عن مذكرات سرية تتضمن مقابلات مع مسؤولين في وكالة المخابرات المركزية (CIA)، بالإضافة إلى تقارير تفيد بأن أوزوالد لم يكن عميلًا للمخابرات السوفياتية، على عكس ما تردد في بعض نظريات المؤامرة.
في هذا السياق أشارت وثيقة مؤرخة في نونبر 1991 إلى أن مسؤولًا سوفياتيا في المخابرات، يُدعى “سلافا” نيكونوف، أكد بعد مراجعة خمسة ملفات ضخمة أن أوزوالد لم يكن أبدًا تحت سيطرة المخابرات السوفياتية.
كما سلطت الوثائق الضوء على دور كوبا وزعيمها فيدل كاسترو في تلك الفترة، إذ كشفت وثائق وزارة الدفاع الأمريكية عن تفاصيل تتعلق بالحرب الباردة والتدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك محاولات الإطاحة بنظام كاسترو.
ومع ذلك، أشارت الوثائق التي رفع السرية عنها إلى أن كاسترو لم يكن ليخاطر بمواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم دعمه للقوى الشيوعية في المنطقة.
وتم الكشف أيضًا عن مشروع سري للغاية أطلق عليه اسم “العملية نمس” أو “المشروع الكوبي”، والذي كان عبارة عن حملة من العمليات السرية والتخريبية تقودها الـCIA ضد كوبا، بموافقة كينيدي عام 1961، بهدف الإطاحة بنظام كاسترو.
وأثار نشر هذه الوثائق ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض أنها خطوة مهمة نحو الشفافية، بينما اعتبرها آخرون محاولة لإنهاء الجدل حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي.
من جهة أخرى، لا يزال العديد من المؤرخين والباحثين يشككون في الرواية الرسمية، معتبرين أن الوثائق الجديدة قد لا تكون كافية لوضع حد نهائي لنظريات المؤامرة التي تحيط باغتيال كينيدي.