متأخرا كثيرا عن فلسطين.. تقرير أممي يعري واقع خدمات الماء والصرف الصحي بالمغرب

كشف تقرير أممي حديث عن فجوات مقلقة في حصول سكان المناطق الريفية بالمغرب على خدمات المياه والصرف الصحي، مشيرًا إلى تأخر واضح مقارنة بعدد من الدول العربية، بينها فلسطين وتونس.

التقرير الصادر تحت عنوان “التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة: لمحة إقليمية حول النوع الاجتماعي في الدول العربية لعام 2024″، والذي أنجزه المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، رصد تفاوتا كبيرا في المؤشرات المتعلقة بالخدمات الأساسية في الأرياف المغربية.

وأشار التقرير إلى أن 46.7% فقط من سكان المناطق الريفية في المغرب يستخدمون خدمات مياه شرب آمنة ومدارة بشكل مستدام، وهي من النسب الأدنى في المنطقة، متقدمة بالكاد على العراق (47.6%)، ومتأخرة بفارق واضح عن فلسطين (76.4%) وتونس (67.1%)، في حين بلغت النسبة في الجزائر 63.1%.

وبينما بلغ المتوسط الإقليمي 67.6%، اعتبر التقرير أن المغرب بحاجة إلى مضاعفة الجهود لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

أما فيما يتعلق بخدمات الصرف الصحي الآمنة، فلم يشمل التقرير بيانات من المغرب، إلا أنه أشار إلى أن 52.3% فقط من سكان المناطق الريفية في الدول العربية يستفيدون من هذه الخدمات، مع تسجيل نسب مرتفعة في الإمارات (98.5%)، تليها مصر (63.1%)، وتونس (62.9%)، فالجزائر (56.0%)، ثم فلسطين (54.7%).

في المقابل، سجل العراق نسبة 48.0%، فيما كانت الأرقام مقلقة في دول مثل الصومال (21.8%) وجيبوتي (20.9%). وصنف التقرير هذا المؤشر بأنه “في تزايد، لكنه خارج المسار الصحيح”.

وفي محور ثالث، تناول التقرير توفر مرافق غسل اليدين الأساسية، لكنه لم يدرج المغرب ضمن الدول التي توفرت منها بيانات. غير أن المعطيات الإقليمية كشفت تفاوتات كبيرة، حيث سجلت فلسطين (95.5%)، والعراق (95.1%)، ومصر (87.7%)، وسوريا (80.6%)، بينما بلغت النسبة في الجزائر (74.8%)، وتونس (67.3%)، في حين كانت منخفضة جدًا في موريتانيا (26.7%)، والصومال (19.0%).

وبلغ المتوسط الإقليمي 69.3%، مع توصيف هذا المحور بأنه “متواصل، قيد التنفيذ”، ما يعكس وجود تقدم نسبي لا يزال دون المستوى المطلوب.

وتشير هذه المعطيات إلى أن المغرب، رغم بعض المكاسب التنموية، يواجه تحديات بنيوية في إيصال الخدمات الأساسية للمناطق الريفية، مما قد يشكل عائقًا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا الهدف السادس المتعلق بالمياه والصرف الصحي والنظافة.