مشاهد جديدة تعيد تشكيل رواية "الاعتداء على أستاذة" بسبت آيت رحو نواحي خنيفرة
منوعات

معطيات جديدة تعيد تشكيل رواية “الاعتداء على أستاذة” بسبت آيت رحو نواحي خنيفرة

شهدت منطقة عروست التابعة لجماعة سبت آيت رحو بإقليم خنيفرة حادثا داخل مؤسسة “دار التلميذ القروي” أثار تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقاطع مصورة وشهادات محلية حول الواقعة، حيث تعددت الروايات بشأن ما جرى، بين رواية أولية انتشرت بسرعة وأخرى لاحقة كشفت معطيات مغايرة، خاصة ما يتعلق بالأحداث التي دارت داخل مطبخ المؤسسة.

وتُظهر المقاطع المصورة دخول أستاذة رفقة بعض أفراد أسرتها إلى المؤسسة، دون تنسيق مسبق مع إدارة الجمعية المشرفة عليها، وفق ما صرحت به هذه الأخيرة. وتشير الإدارة إلى أن الأستاذة توجهت مباشرة إلى المطبخ، وهو فضاء لا تندرج مهامها ضمنه، لتقع بعد ذلك مشادات كلامية مع بعض العاملات، تطورت في ظل توتر الأجواء إلى احتكاك مباشر.

وخلال محاولة لتهدئة الموقف، تدخلت والدة الأستاذة، إلا أنها، كما توثق التسجيلات، فقدت توازنها وسقطت أرضا نتيجة انزلاقها فوق أرضية مبللة بسبب التنظيف، دون أن تُظهر المقاطع تعرضها لأي اعتداء جسدي مباشر من قبل العاملات.

وفي المقابل، أكدت الأستاذة من خلال تصريحات مصورة أنها كانت تواجه مضايقات في سكنها الوظيفي، ما دفعها إلى تقديم شكاية إلى الجهات المختصة تحت إشراف النيابة العامة. وأضافت أن عائلتها انتقلت للإقامة معها هربا من تلك المضايقات.

وبشأن الحادث الأخير، أوضحت أنها قصدت المؤسسة بحثا عن ماء صالح للشرب بسبب عدم صلاحية المياه بسكنها، غير أن العاملة رفضت تلبية طلبها، ما أدى إلى وقوع الاشتباك. كما أفادت أن والدتها أصيبت بكسر في اليد، استدعى تدخلاً جراحيا بمستشفى خنيفرة، مطالبة بتدخل السلطات لإنصافها.

المشاهد المتداولة أثارت تعاطفا لدى عدد من المتابعين، لا سيما ما وثقته من لحظة سقوط الأستاذة ووالدتها وتلطخ ملابسهما بالماء والتراب. بالمقابل، اعتبر آخرون أن دخول المؤسسة دون إذن مسبق يتنافى مع الضوابط المعمول بها، ويطرح تساؤلات حول سبل التعامل مع مثل هذه الحالات داخل المؤسسات التربوية.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر تعليمية أن الأستاذة تمر بظروف نفسية صعبة، بسبب توتر علاقتها بعدد من زملائها، مشيرة إلى توصل المديرية الإقليمية للتعليم بشكايات سابقة من أطر تربوية حول تدهور الأجواء المهنية داخل المؤسسة، وهو ما قد ينعكس على سلوكها المهني وتعاملها مع مواقف مشابهة.

أما بخصوص التحقيقات، فقد أكدت مصادر أمنية أنها باشرت الاستماع إلى مختلف الأطراف المعنية حول ادعاءات المضايقة التي تحدثت عنها الأستاذة، لكنها لم تعثر إلى حدود الساعة على أدلة مادية تثبت وجود اعتداء فعلي داخل سكنها. كما أن التحقيق في حادث يوم الأربعاء لا يزال مفتوحا تحت إشراف النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة.

مصادر طبية أكدت بدورها أن الأستاذة تعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية قد تؤثر على تفسيرها للوقائع من حولها، مرجحة أن يكون ذلك من العوامل التي دفعتها للاعتقاد بتعرضها لمضايقات، رغم وجود كاميرات مراقبة داخل المؤسسة وسكنها، إلى جانب تواجد حارس أمن خاص بالمكان.

من جانبها، أعلنت المديرية الإقليمية للتعليم بخنيفرة عن عزمها إيفاد لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول ملابسات الحادث، في خطوة ترمي إلى الاستماع لجميع الأطراف، والوقوف على مدى احترام الإجراءات الإدارية والتربوية المعمول بها داخل المؤسسة، تمهيدا لاتخاذ ما يلزم من قرارات وفقاً للاختصاصات القانونية والتنظيمية.

تعليقات الزوار