قال محمد معزوز، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه تم التحايل على مفهوم الأمة من طرف الإسلام السياسي، لتفويت مضامين وأفكار لا تمت بأي صلة لتأصيل الأمة كمفهوم أصلي، مشيرا إلى أن النقاش الذي دار في المجتمع، تمحور، حول “هل الأمة تعني الوحدة الدينية التي تقوم عليها أسس الخلافة الإسلامية”، مضيفا أن هناك نقاش فقهي وفلسفي حاول أن يقيم هذه الفوارق، فالأمة مفهوم يتجاوز المفهوم الضيق للدين.
واستشهد معزوز، الذي كان يتحدث في لقاء حول أسئلة الدين والسياسة في الدولة المدنية، وقدم عرضا تحت عنوان انعطافات جنيولوجية في علاقة الدين بالسياسة، -استشهد- بدولة السعودية التي تنبني على مبدأ لا فصل بين الأمة والملة وأن الخلافة الإسلامية تتعالى عن المفهومين”.
وعلاوة على ذلك، يضيف المعزوز، فالأمة ليست هوية روحية كما يقول دهات الخلافة الإسلامية، ولا تقوم على مفهوم العصبية العضوية، ولكن هي ذلك البعد المدني الذي يؤطر علاقة الإنسان بالمدينة” على حد تعبيره.
ومن جهة أخرى، قال المعزوز، إن الخلاف بين الشيعة والسنة أصله سياسي، موضحا أن الفتوى، في نظر الشيعة مرسوم ديني واجب مرتبطة بما هو سياسي وديني، وفي السنة مرتبطة بالدين وبالسياسة بالايجاب.
وأردف المتحدث ذاته، أن هناك فرق بين المفتي والإمام والفقيه والشيخ، “فعلاقة الفتوى نلاحظها انطلاقا من مثال المظاهرات التي خرج فيها المصريون لإسقاط حسنى مبارك، حيث جاء شيخ الأزهر للقول إن مبارك يجرم وجود الشباب في المظاهرات لأنها خروج عن الدين، لنجد بعد ذلك نفس المفتي يناقض الفتوى لما عزل مرسي بقوله، إن المعارضة للسلطة السياسية لولي الأمر مباحة شرعا، وأن العنف والخروج المسلح على الحاكم معصية كبيرة وليس تناقض فالخلافة السياسية تتحكم في الفتوى” يقول المعزوزي.
عضو المكتب السياسي للبام، ضرب مثالا على نفس المنوال، من خلال ماذهب إليه الشيخ محمد المغراوي، الذي عاد من السعودية مشبعا بالفكر الوهابي، “حيث أعطي له الأمر منهم بالقول إن المظاهرات لا تجوز، وهي خروج عن الدين”، وذللك عقب المظاهرات التي تلت الربيع العربي، وهو الأمر الذي اعتبره المتدخل انعكاس للنظام السعودي الذي أخرج هذا المذهب لكي لا تمس الدولة السعودية.