تشهد الطريق الإقليمية رقم 1519، الرابطة بين جماعة مزكيطة والطريق الوطنية رقم 9، في فترات متأخرة من الليل، ظاهرة مقلقة أثارت استياء السكان المحليين، تتمثل في تجمّع مراهقين يمتطون دراجات نارية معدّلة، ويقودونها بسرعة جنونية، محدثين فوضى عارمة بأصوات محركاتهم الصاخبة، مما تسبب في حالة من القلق والإزعاج لدى مستعملي الطريق وساكنة المناطق المجاورة.
وبحسب شهادات متطابقة استقتها “العمق”، فإن هؤلاء الشبان يفدون إلى المنطقة حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً وما بعدها، ويقودون دراجاتهم بسرعات مفرطة، مستعملين أضواء قوية تربك السائقين والمارة، فيما تصدر دراجاتهم أصواتاً مزعجة أشبه بالانفجارات، نتيجة التعديلات غير القانونية التي طالت محركاتها.
الساكنة المحلية، خصوصاً في دواوير جماعة مزكيطة، أعربت عن استيائها مما وصفته بـ”الخرق الصارخ للسكينة العامة”، محذّرة من مخاطر حقيقية تهدد الأرواح بفعل هذا السلوك “الطائش” الذي قد يتسبب في حوادث سير مميتة، لا قدّر الله، خاصة في ظل غياب الإنارة الكافية، وكون الطريق غير مجهزة لتحمل هذا النوع من الاستعمال الليلي العشوائي.
وفي هذا السياق، وثّق عبد الله كاميلي، مستشار بجماعة مزكيطة، عبر فيديو نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حادثة تعرّضه للإزعاج ليلة الثلاثاء الماضي، أثناء مروره بالطريق بين جماعة أفلا ندرا وأكدز، قائلاً إنه فوجئ بمجموعة من المراهقين وصفهم بـ”العصابة”، مشيراً إلى أنهم شكّلوا خطراً حقيقياً على حياته وحياة مستعملي الطريق الآخرين، ومطالباً بتدخل فوري من الجهات المختصة.
وحمل كاميلي المسؤولية للسلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، داعياً إلى تكثيف الدوريات الليلية، وضبط هؤلاء المتهورين، والحد من الظاهرة التي بدأت تأخذ أبعاداً مقلقة داخل منطقة محافظة تعرف عموماً بهدوئها واحترام سكانها للنظام العام.
من جانبهم، عبّر عدد من السكان، في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، عن استغرابهم من تسلل هذه السلوكات الدخيلة إلى منطقتهم، متسائلين عن خلفياتها، ومشددين على أن الأمر لم يعد يُحتمل، خصوصاً مع تكرار المشهد بشكل شبه يومي خلال فصل الصيف.
ويأمل السكان أن تتدخل السلطات في أقرب وقت، من أجل إعادة الطمأنينة إلى الطريق الإقليمية 1519، وردع المخالفين، في أفق إقرار تدابير صارمة لمواجهة مثل هذه الظواهر التي تهدد الأمن والسلامة الطرقية بالمنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الإقليمية رقم 1519 تعرف في الآونة الأخيرة أشغال تهيئة وإصلاح، مما يزيد من خطورتها، خاصة أثناء الليل، حيث تنعدم الإشارات الكافية والإنارة العمومية في عدد من المقاطع. وقد شهدت هذه الطريق، خلال الأسبوع الماضي، عدداً من الحوادث المرورية، خاصة تلك المتعلقة بالدراجات النارية، الأمر الذي زاد من قلق السكان وعمّق مطالبهم بتدخل أمني مستعجل لضبط مستعملي الطريق المتهورين، وتوفير شروط السلامة الطرقية في ظل الأشغال الجارية.