مجتمع

10 ملايين درهم لإحياء تراث تافراوت.. الحكومة تراهن على الحرف التقليدية لترسيخ الهوية الأمازيغية

كشف كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، عن الإجراءات الحكومية لدعم الحرف التقليدية في مدينة تافراوت إقليم تزنيت، من بينها تخصيص حوالي 10 مليون درهم لدعم البنيات التحتية للإنتاج والتسويق.

وأكد السعدي، في معرض جوابه على سؤال كتابي للنائب نبيل الدخش عن الفريق الحركي حول “دعم الحرف التقليدية في مدينة تافراوت إقليم تزنيت”، أن “مدينة تافراوت تعد من المراكز المهمة للصناعة التقليدية بجهة سوس ماسة، حيث تلعب الحرف التقليدية دورًا اقتصاديا وثقافيا أساسيا، وتمثل مصدر دخل لعدد كبير من الأسر، كما تعكس غنى التراث الأمازيغي الأصيل الذي تزخر به المنطقة”.

وأشار إلى أن “تافراوت تتميز بمجموعة من المنتوجات التقليدية الفريدة ذات البعد الرمزي والثقافي، مثل “إدوكان ن أودرار” و”تملحافت” و”صياغة الحلي الفضية” و”الفخار القروي” و”النحت على الحجر”، وتشكل هذه الحرف رافعة واعدة للسياحة المستدامة، كما توفر إمكانيات كبيرة للتنمية المحلية”.

وشدد السعدي على أن كتابة الدولة منخرطة في العديد من المشاريع الهادفة إلى دعم وتثمين الحرف التقليدية في مدينة تافراوت فضلا عن البرامج والأوراش الأفقية التي تهم مختلف فروع الصناعة التقليدية عبر ربوع المملكة.

البنية التحتية والتكوين المستمر ودعم سلاسل الإنتاج

ذكر السعدي أن كتابة الدولة قامت، بتنسيق مع شركائها ببرمجة مجموعة من المشاريع المهمة في إطار تعزيز البنية التحتية للحرفيين بتافراوت، على مستوى البنيات التحتية للإنتاج والتسويق، ضمنها مشروع إحداث وتجهيز فضاء لعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجماعة تافراوت، بكلفة إجمالية تصل إلى 7.5 مليون درهم ومشروع إحداث وتجهيز فضاء لعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجماعة أملن، بكلفة إجمالية تبلغ 2.6 مليون درهم وتهيئة جناح خاص بالصناعة التقليدية بسوق تافراوت بمساهمة مالية من كتابة الدولة قدرها مليون درهم، وذلك في إطار تحسين فضاءات العرض والبيع داخل المراكز الحضرية.

وعلى مستوى برامج التكوين المستمر للصناع الحرفيين، أشار المسؤول الحكومي إلى تنظيم أربع دورات تكوينية متنقلة لفائدة 64 صانعًا تقليديًا في كل من جماعة أنزي المجاورة لتافراوت في حرفة صياغة الفضة لمدة 8 أيام، وجماعة تيغمي في حرفة الفخار لمدة 8 أيام أيضا ودعم مراكز التكوين والإنتاج بجماعة أملن بالتجهيزات التقنية اللازمة، بهدف تطوير قدرات المتدربين والمتدربات.

وعلى مستوى دعم سلاسل الإنتاج وإنشاء المنظومات الحرفية، تم إحداث ثلاث منظومات للصناعة التقليدية بإقليم تيزنيت (منظومة الفخار ومنظومة الفضة ومنظومة إدوكان)، منها منظومة إدوكان بمنطقة تافراوت بدعم مالي مباشر قدره 500 ألف درهم ممول من طرف كتابة الدولة.

برامج الجودة والتسويق وإنعاش المنتوج وتحفيز الشباب

بخصوص برامج الجودة والعلامات المميزة، أكد السعدي أن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عملت على إحداث علامة التصديق الجماعية “إدوكان ن أودرار”، وإحداث علامة “مضمون” لمنتوج الطاجين، وهي العلامات التي استفاد منها عدد كبير من الحرفيين بمنطقة تافراوت وأفاوزور المجاورة لها، وفق تعبيره، مواصلة في تنفيذ برامج الجودة الرامية إلى تعزيز موثوقية المنتوجات الحرفية والرفع من قابليتها للتسويق على المستوى الوطني والدولي.

وعلى مستوى برامج التسويق وإنعاش المنتوج، شدد السعدي على أن كتابة الدولة تحرص على مواصلة برامج التسويق وإنعاش المنتوج التقليدي للمنطقة من خلال تنظيم عدد من المعارض الجهوية والمحلية بمدينة تافراوت من قبيل المعرض الإقليمي للصناعة التقليدية بمدينة تافراوت لسنة 2024 والذي شارك فيه ما يناهز 53 مقاولة حرفية (صناع فرادى وتعاونيات ومقاولات).

كما تم تنظيم معرض الصناعة التقليدية بمدينة تافراوت المنظم على هامش مهرجان اللوز برسم سنة 2025 والذي شارك فيه ما يناهز 20 مقاولة حرفية (صناع فرادى وتعاونيات ومقاولات) ودعم تنظيم معرض المنتوجات المجالية والصناعة التقليدية بموسم ديملالن ودعم تنظيم معرض المنتوجات المجالية والصناعة التقليدية بموسم سيدي عبد الجبار.

وبخصوص تحفيز الشباب على الانخراط في الحرف التقليدية كبديل اقتصادي، أبرز المسؤول الحكومي أن موضوع تحفيز الشباب على الانخراط في تعلم ومزاولة الحرف التقليدية يشكل أحد المحاور الرئيسية التي تشتغل عليها كتابة الدولة من خلال عدد من البرامج والتدابير أهمها التكوين المهني الذي يعتبر دعامة أساسية للتنمية بالقطاع، سواء من خلال مساهمته الفعالة في المحافظة على أصالة المنتوج المغربي التقليدي وتطويره وضمان استمراريته، أو من خلاله إسهامه في فتح آفاق واعدة أمام الشباب للاندماج الاجتماعي والمهني”.

ولفت أن نسبة إدماج خريجي مؤسسات التكوين المهني تفوق 85%، مشيرا إلى أنه لهذه الغاية تعمل كتابة الدولة على تيسير ولوج الشباب للتكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية وخلق بيئات احتضان ملائمة (فضاءات للإنتاج والتسويق) وتوفير دعم مباشر لتجهيز الورشات ومواكبة المشاريع الذاتية والمساهمة في جعل الحرف التقليدية قطاعا جذابا من خلال منظومات متكاملة ومردودية اقتصادية حقيقية.