خارج الحدود

احتجاجات وإضراب عام بمدن إسرائيلية للمطالبة بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

شهدت إسرائيل اليوم الأحد سلسلة احتجاجات واسعة وإضرابًا عامًا دعت إليه عائلات المحتجزين الإسرائيليين، في خطوة تهدف للضغط على الحكومة للموافقة على صفقة تبادل مع حركة حماس وإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة. هذه التحركات شملت إغلاق الشوارع الرئيسية أمام منازل وزراء وإقامة نقاط احتجاج في أكثر من 350 موقعًا عبر البلاد، مع مشاركة مئات المتظاهرين والناشطين الأكاديميين من جامعة تل أبيب.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المتظاهرين تجمعوا أمام منازل عدد من الوزراء بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ووزير التعليم يوآف كيش، ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف، مع رفع لافتات تدعو إلى حماية الأسرى والضغط على الحكومة لإنهاء الحرب في غزة.

كما أقدم المئات على إغلاق طريق مردخاي نمير في تل أبيب من الاتجاهين، بالإضافة إلى الطريق السريع رقم 1 عند مدخل القدس، فيما أغلق مئات الناشطات شارع أيالون قرب تل أبيب، مطالبين بعدم التضحية بالأسرى الإسرائيليين.

وفي سياق التحرك الاحتجاجي، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال 32 شخصًا خلال المظاهرات، في حين ردد المتظاهرون هتافات تنتقد الجيش والإدارة الحكومية، مشددين على أن الوقت ينفد بالنسبة للمحتجزين الإسرائيليين، وضرورة استجماع الحكومة لإعادتهم قبل فوات الأوان.

وقالت عائلات الأسرى في بيان رسمي إن “الدولة توقفت لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار على هذا المنوال. لقد دفعنا ثمناً باهظاً، ولا يمكننا السماح لمزيد من العائلات بدفعه”، مضيفة أن “الشعب وحده قادر على إعادة المختطفين إلى بيوتهم”. وأكدت هذه العائلات أنها ستقيم غدًا خيمة اعتصام على حدود غزة، وستواصل نضالها هناك، مشيرة إلى إطلاق أسطول بحري في بحيرة طبريا كجزء من فعاليات الضغط على الحكومة.

وأكدت زوجة الأسير عمري ميران أن إضراب ومظاهرات اليوم “مجرد بداية” في إطار خطة تصعيد النضال، فيما قالت والدة الأسير ماتان إنغريست إن “اليوم توقف كل شيء من أجل إعادة المختطفين والجنود”، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وأشار استطلاع رأي أجرته صحيفة “معاريف” إلى أن 16% من الإسرائيليين يعتزمون المشاركة في الإضراب، و40% يؤيدون أهدافه رغم عدم مشاركتهم، فيما لا يوافق 29% على الإضراب ولا يعتزمون المشاركة.

وانطلقت الاحتجاجات منذ الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، وتضمنت مواكب وخطابات وعروضًا في ما يسمى بـ”ساحة الرهائن” في تل أبيب، إلى جانب لقاءات مع ناجين من الأسر وعائلات الأسرى. ومن المتوقع أن تشهد ساعات لاحقة مظاهرة كبرى أمام وزارة الدفاع وساحة هبيما في تل أبيب.

وتقدر تل أبيب أن هناك حوالي 50 أسيرًا إسرائيليًا محتجزًا في غزة، منهم 20 على قيد الحياة، في حين يحتجز الجيش الإسرائيلي أكثر من 10,800 فلسطيني في السجون، حيث يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم وفق تقارير حقوقية.

وتأتي هذه التحركات بعد أسبوع من دعوة عائلات الأسرى لإضراب شامل ومظاهرات تحت شعار “الأحد تتوقف إسرائيل”، في محاولة لإنهاء مأساة الأسرى وفرض صفقة تبادل تضمن الإفراج عنهم.