مجتمع

للحد من حوادث السير.. “نارسا” تخصص 1.6 مليار سنتيم لشراء مساحات إعلانية بالإعلام العمومي

أعلنت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA) عن فتح طلب عروض جديد، يهدف إلى اقتناء مساحات إشهارية عبر مختلف القنوات السمعية البصرية والرقمية، وذلك في إطار استراتيجيتها التواصلية الرامية إلى تحسين مستوى السلامة الطرقية بالمغرب وترسيخ ثقافة السير المسؤول لدى المواطنين.

ووفقا لدفتر تحملات الصفقة، فإن الوكالة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى ضمان حضور إعلامي فعال ومدروس، يسمح ببث رسائلها التوعوية والترويجية عبر وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا، خاصة القنوات الوطنية التلفزية والإذاعية، إلى جانب الوسائط الرقمية. وقد حددت الكلفة التقديرية لهذه العملية في مبلغ مالي يفوق خمسة عشر مليون درهم (15.956.760,00 درهم).

وتندرج هذه الصفقة، بحسب المصدر ذاته، في سياق عام يتسم بتنامي الحاجة إلى التواصل المؤثر في مجال السلامة الطرقية، حيث تعتبر NARSA أن التأثير السلوكي يبدأ أولا عبر الوعي والتحسيس، مشيرا إلى أن هذه المقاربة التواصلية تعد إحدى الأدوات الاستراتيجية التي تعتمدها الوكالة، إلى جانب آلياتها القانونية والتنظيمية، لتقليص حوادث السير وتعزيز ثقافة الوقاية.

ووفق الوثائق التي اطلعت عليها “العمق”، فإن المزود الذي سيتم اختياره في إطار هذه الصفقة سيكون مكلفا بتنفيذ مجموعة من المهام المتكاملة، تشمل الاستشارة الإعلامية، وشراء المساحات الإشهارية، ومتابعة تنفيذ الحملات، وتقييم مدى فعاليتها، بالإضافة إلى تطوير أداة معلوماتية تتيح تتبع وتقييم مختلف المراحل والحملات الإعلانية.

في الجانب المتعلق بالاستشارة، يُنتظر من المزود أن يقدم توصيات دقيقة بشأن أفضل مزيج إعلامي يمكن اعتماده، بناء على تحليل معطيات نسب المشاهدة والاستماع، وخصوصيات الجمهور المستهدف. كما يطلب منه اقتراح حملات تستثمر في الفواصل الإشهارية ذات القيمة العالية، وتفادي الأوقات التي تشهد اكتظاظا إعلانيا يضعف من أثر الرسائل التواصلية.

وتضع الوكالة أهمية كبيرة أيضا على ما يسمى بـ”العمليات الخاصة”، من قبيل رعاية البرامج ووضع العلامة داخل المضامين التلفزية والإذاعية. إذ ترى NARSA في هذه التقنيات وسيلة لتعزيز حضورها في الفضاء الإعلامي بطريقة أكثر مرونة وتأثيرا، خصوصا حين يتعلق الأمر ببرامج تتمتع بنسبة متابعة كبيرة، أو تتوجه إلى فئات تعتبرها الوكالة ذات أولوية في حملاتها التوعوية.

أما فيما يخص تنفيذ الحملات الإعلانية، فسيكون على المزود وضع خطط إعلامية مفصلة، تشمل تواريخ وتوقيتات البث، والوسائط المختارة، والميزانيات المرصودة، إضافة إلى العمل على تسليم المواد الإعلامية إلى القنوات والوكالات المعنية، وضمان بثها وفق ما تم التعاقد عليه. كما يلزمه تتبع البث وتقديم تقارير مفصلة توثق مدى احترام الخطط الإعلامية، وتقديم تبريرات واضحة لأي تعديل أو تغيير قد يطرأ على البرامج.

ولا تكتفي الوكالة بالتنفيذ فقط، بل تركز على عنصر التقييم، من خلال مطالبة المزود بإجراء اختبارات فعالية بعدية (Post-tests)، تهم قياس مدى تفاعل الجمهور مع الحملات المنجزة. وتشمل هذه الاختبارات مؤشرات متنوعة، كمدى تذكر الرسالة وفهمها، والقبول العاطفي للحملة، وتحديد المرسل، ومدى تأثيرها المحتمل على السلوك.

ولضمان تتبع فعال وشفاف لمجمل العملية، ينص دفتر التحملات على ضرورة تطوير أداة معلوماتية خاصة توضع رهن إشارة NARSA. وستمكن هذه الأداة من تتبع تنفيذ الخطط الإعلامية، ومراقبة الميزانية، واستخراج تقارير محدثة عن الأداء، كما تتيح حفظ جميع البيانات المتعلقة بالحملات، مع الإبقاء عليها لمدة لا تقل عن سنة بعد انتهاء العقد.

ويشترط دفتر التحملات أيضا أن يتوفر الفريق المخصص لتنفيذ هذه الصفقة على كفاءات متعددة ومتخصصة، مثل رئيس مشروع، ومخطط إعلامي، ومهندس في نظم المعلومات، وخبير في الإحصائيات وتحليل البيانات، إضافة إلى طاقم تقني وإداري داعم يضمن استمرارية الخدمة وجودتها.