اقتصاد

مشروع مشترك مغربي فرنسي يفتح آفاقا جديدة لخلق فرص شغل وتوسيع التصدير

في إطار موافقة مجلس المنافسة المغربي على إحداث منشأة مشتركة جديدة تحمل اسم “Mafaco Tesca Textile SA”، تأتي هذه المنشأة نتيجة اتفاق بين شركتين رائدتين في قطاع النسيج المخصص لصناعة السيارات، وهما الشركة المغربية “Fabrications de Cotonnières Marocaine SA” والشركة الفرنسية “Tesca Group Covering Materials SAS”.

ووفقا لقرار المجلس، فإن المنشأة المشتركة الجديدة ستتخذ من الحي الصناعي بمدينة القنيطرة مقرا لها، وستتخصص في حياكة المنسوجات المخصصة لصناعة مقاعد السيارات، إضافة إلى نسيج الأقمشة التقنية، موضحا أن هذه العملية تدخل ضمن استراتيجية توسيع الأنشطة وتنويع الإنتاج للشركتين، فمن جهة، تهدف الشركة المغربية إلى تنويع أنشطتها، ومن جهة أخرى، تسعى المجموعة الفرنسية إلى توسيع طاقتها الإنتاجية.

وفي هذا السياق، أكد محمد الشنطاوي، أستاذ العلاقات الدولية، أن موافقة مجلس المنافسة على مشروع جديد لتعزيز قطاع الصناعة في المغرب، وبشكل خاص قطاع النسيج الموجه لصناعة السيارات، تعد خطوة نوعية من شأنها أن تمنح قيمة مضافة لهذا المجال الاستراتيجي، موضحا أن المنشأة المرتقب إنشاؤها ستتخصص في إنتاج منسوجات تقنية وأقمشة عالية الجودة موجهة بالأساس لمقاعد السيارات، وهو ما سيساهم في تقوية مكانة المغرب كفاعل أساسي في الصناعات المرتبطة بالسيارات.

وأضاف الشنطاوي، في تصريحه لجريدة “العمق”، أن ما يميز هذه الشراكة هو توزيع الحصص بين الطرفين، حيث ستتحوذ الشركة المغربية على %60 من المشروع، مقابل %40 للشركة الفرنسية، وهو ما يعكس دينامية جديدة في التعاون الصناعي بين البلدين، واعتبر أن هذه التركيبة ستتيح تطوير الخبرة المغربية في مجال النسيج التقني، وستفتح المجال أمام خلق فرص شغل جديدة، سواء في مجال الإنتاج أو في الجوانب المرتبطة بالبحث والتطوير.

كما شدد على أن الشراكة ستدعم التوجه التصديري للمغرب، إذ سيكون جزء مهم من الإنتاج موجها إلى الأسواق الخارجية، وهو ما سيساهم في تعزيز موارد مالية وبشرية مهمة، موازاة مع تقوية موقع المغرب ضمن استراتيجيته الرامية إلى جعل قطاع السيارات رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، مبرزا أن هذا التوجه يتناغم مع الرؤية الملكية الرامية إلى ترسيخ مكانة المغرب كمنصة صناعية إقليمية ودولية.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الأمر لا يتعلق بأول تجربة من نوعها، حيث سبق لمجلس المنافسة أن وافق على شراكات مماثلة بين المغرب وفرنسا في قطاعات مختلفة، منها الصناعات البحرية والسيارات، مبرزا أن هذه التجارب أكدت أهمية التعاون الثنائي في جذب الاستثمارات وتوسيع مجالات التصنيع.

وختم الشنطاوي بالقول إن المغرب، بفضل تراكم خبراته في المجال الصناعي وارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع السيارات، مؤهل لأن يتحول إلى منصة محورية لصناعة النسيج الموجه لهذا القطاع، وهو ما سيفتح الباب أمام شراكات جديدة، ليس فقط مع فرنسا وأوروبا، بل أيضا مع الولايات المتحدة والبلدان العربية والإفريقية، بما يعزز بصمة المغرب في الصناعة العالمية للسيارات.