تعرض مراسل جريدة “العمق” بجهة فاس مكناس، للمنع من أداء عمله الصحفي من طرف قائد قيادة شراكة التابعة لدائرة قرية با محمد بإقليم تاونات، خلال تغطيته لمعاناة ساكنة دوار الزوينات بجماعة بوشابل بسبب انقطاع مياه الشرب لأكثر من 10 أيام.
وأفاد مراسل الجريدة بأنه توجه إلى المنطقة بعد تلقيه مناشدات من الساكنة، التي تضطر لقطع مسافة تزيد عن ثلاث ساعات للوصول إلى مصادر مياه بديلة، وعند وصوله، عاد الماء إلى الدوار، وبدأ المراسل في إنجاز روبورتاج صحفي، وأخذ تصريحات السكان حول معاناتهم اليومية.
إلا أن الأمور تغيرت عندما طلب منه عون سلطة التحدث هاتفيا مع قائد المنطقة، والذي قرر منع المراسل من التصوير، مبررا ذلك بعودة الماء للدوار، رغم تقديم المراسل لجميع الوثائق المهنية اللازمة، بما فيها بطاقة الصحافة المهنية الصادرة عن المجلس الوطني للصحافة.
وبينما تمسك المراسل بحقه الدستوري والمهني في نقل المعلومة، أصر القائد على المنع، مبررا ذلك في اتصال هاتفي ثان، بالحرص على سلامة الصحفي، رافضا الخوض في أي تفاصيل أخرى.
وفي نهاية المطاف، تم منع المراسل بالقوة من إتمام عملية التصوير من طرف عون السلطة، بتعليمات من قائد المنطقة، مما دفع الصحفي إلى توقيف التصوير تفاديا لأي تصعيد وللحفاظ على سلامته.
هذه الواقعة أثارت استياء وغضب الساكنة، وأظهرت استمرار “العقلية البائدة” لبعض رجال السلطة في العالم القروي، وكشفت حجم الخوف من الصحافة، في الوقت الذي تتفاعل فيه مؤسسات الدولة الأخرى بشكل إيجابي مع الإعلام.
وتعتبر جريدة “العمق” ما جرى محاولة لإسكات صوت الصحافة ومنع وصول المعلومة إلى الرأي العام من مناطق معزولة ضمن المغرب العميق، منددة بشدة بهذه التصرفات التي تسيء إلى صورة المغرب داخليا ودوليا.
وفي هذا الصدد، تطالب هيئة تحرير جريدة “العمق المغربي”، الجهات المعنية بفتح تحقيق في النازلة واتخاذ الإجراءات اللازمة المترتبة عن هذا التعسف والشطط في استعمال السلطة، ومنع الصحافي من أداء مهامه المهنية والقانونية.