وجهة نظر

يا عرب ومسلمي إسرائيل عبر العالم.. يا خدام إسرائيل لن تسلموا من شرها

يا خدام إسرائيل بالصمت والخنوع والخوف، يا من يتقنون فنون الدعاء، والرجاء، ويتفننون في إغداق العطايا على من امتهنوا الدعاء لكي يتجاوزوا الزمن في الصمود أمام القدر. وسيظل الواقع يسجل تحليق طائرات إسرائيل الأمريكية فوق العراق، وبمعرفة الإمارات، وبصمت ما كان يسمى بجبهة الرفض. لا تحتاج دولة الإرهاب الصهيونية إلى أخذ الإذن منكم لكي تستبيح أجواءكم، دون أن تصدروا بلاغًا للشجب المحتشم. يمكن أن يقصفوكم غدًا بالقرب من الكعبة، وفي محيط برج خليفة، وقد قصفوكم في قلب قطر رغم وجود قاعدة أمريكية تحتل جزءًا كبيرًا من شبه جزيرتكم الثرثارة بالكلام المؤجج للإسهال. فهل ستنطلق طائراتكم F35 لمواجهة عدوان إسرائيلي؟ لا، لن تنطلق لأن مفتاح التحكم في هذه الطائرة ليس بيدكم. يعرف ذلك المواطن البسيط الذي رضع عشق فلسطين من ثدي طاهر منذ قرون، وجدد العهد رغم رصاصات الغدر، ورغم دعاء الزوايا بشيوخهم ومريديهم، ورغم البكاء على كل حائط يحيط بضريح زينته الزنابق، وانتشرت بداخله كل العطور النفيسة والعود وكافة أنواع البخور. سيدي الشيخ، والأسياد من الأبناء والأحفاد، ومن يسخر ضميره لخدمتهم، يخدرون الشعوب لكي تخطئ الموعد مع العقل والعلم والتخطيط للمستقبل. ويتمعنون في الصبر على القصف الذي يحصد الأرواح في أولى القبلتين. وترتفع الأصوات مهللة بالدعوات ابتغاء تربية دينية لا تقوى على تملك علوم تقلب الموازين، وتصنع القوة الرادعة لكل عدو. أكاد أشك في قدرة حكام اليوم على الصمود. وأوقن بأن ما يسمى بالقوة “الصفراء” التي تسلحت بالعلم وامتلكت التكنولوجيا، هي التي يمكن أن تصنع التوازن في عالم اليوم. قال أحد السياسيين والأكاديميين الفرنسيين قبل عقود: “استيقاظ الصين سيزلزل العالم”. وصدق “ألان بيرفيت”، بالصورة والصوت وكثير من الحكمة والصبر الجميل. وسيصيب هذا الواقع أمريكا في قلب قوتها التي تتراجع على كل المستويات. تتراجع السوق المالية في نيويورك بشكل كبير، ويتراجع الدولار في سوق الأداءات التجارية العالمية.

يعرف العدو الصهيوني ضعفنا بألف صورة وصورة توثق لأفعال “زعماء” على فراش في فنادق من عشرات النجوم. وهبت بنات صهيون صدورهن لأشباه مناضلين، فارتشفوا سمًا باسم شرعية رضاع الكبير. ورحل منهم من سابق زمن العشق غير الممنوع، وتحول إخوانهم إلى مخبرين لدولة بني صهيون التي ستزول حتمًا لأنها تحفر بالطاغوت قبرها. ولا أعني بالطاغوت سوى سوء تقديرها لرد فعل التاريخ. ستستحوذ النازية الصهيونية على كل الأسلحة المعروفة الآن، ولكنها تجهل الكثير عن أسلحة الغد، وعن مقاوم الغد، وقدرة الصهيوني على الصمود في غد تتصاعد فيه درجات الصدمة التي لن تصدها الولايات المتحدة دفاعًا عن أكبر المجرمين الذين فاقوا هتلر في جرائمهم.

تتصدى الشعوب الأوروبية أخلاقيًا وسياسيًا للهمجية الصهيونية، وتقف الأنظمة السياسية المسلمة والعربية ضد شعوبها في تونس والجزائر، وفي كل دول الخليج، وفي كثير من الدول الكبرى الإسلامية من إندونيسيا وأوزبكستان وماليزيا. يقفون احترامًا لترامب، ويبدعون في نعت بعضهم البعض بالتطبيع. أشعر أن أكبر مناصري فلسطين يوجدون بأوروبا وأمريكا. أشعر أن خطاب الحكومة الإسبانية ينبع من قلب حر خبر تاريخ الانعتاق من جرائم فرانكو، ومن أتباعه من جنود النازية والفاشية. وسيسجل التاريخ انفجار دولة مجرمي الصهيونية، ومن يدعمونهم سرًا وعلانية. وأصبح أبناء جلدتنا، والذين يقتاتون على فتات أسيادهم، يحتجون على من يقول لهم إن المغاربة يرفضون أن يسمعوا ذلك الذي أذّن في الناس قائلًا: “كلنا إسرائيليون”، فردوا عليه في تظاهرات مليونية أننا نسبح بحمد الله، ونشهده أننا مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية والوجود الحر على أرضه. ولينتظر هؤلاء أن أطماع بني صهيون لا تفرق بين مغربي وجزائري، وبين تونسي ومصري. يا أيها الإسرائيليون المغاربة، من غير اليهود، توقعوا كثيرًا من المفاجآت ممن يريدون إعادة النظر في أملاك باعوها، ويحاولون استعادتها بحيل قانونية قد تثير كثيرًا من المواجهات التي نحن في غنى عنها. وحاولوا ألا تشعلوا نار الفتنة التي يتفاداها شعب يراهن على الاستقرار، وعلى العيش المشترك.