أطلقت حملة دولية على موقع “آفاز” عريضة تطالب بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” الغنائية، تزامنا مع تصاعد الضغوط السياسية التي تقودها عدة دول أوروبية هددت بمقاطعة الحدث الفني الأبرز في القارة. وكشفت العريضة، التي حصدت حتى الآن أكثر من 95 ألف توقيع، عن إعلان إسبانيا انسحابها من المسابقة ما لم يتم حظر إسرائيل، بينما تلوح كل من أيرلندا وسلوفينيا وهولندا وإيسلندا بخطوة مماثلة، وفقا لما أورده المصدر.
دعت العريضة بشكل مباشر اتحاد البث الأوروبي (EBU)، الجهة المنظمة للمسابقة، وجميع هيئات البث المشاركة إلى “الاحتجاج بشكل عاجل” على وجود إسرائيل في المسابقة. وطالبت، حسب المصدر ذاته، بتطبيق نفس المعايير التي أدت إلى حظر روسيا من المسابقة في عام 2022 عقب غزوها لأوكرانيا. وشددت العريضة على ضرورة استبعاد إسرائيل “حتى تُنهي حكومتها هجماتها الوحشية على المدنيين في غزة، وتتوقف عن استهداف الصحفيين وعائلاتهم، وتلتزم بالقانون الإنساني الدولي”.
وأشارت العريضة إلى أن الغضب الدولي تجاه مشاركة إسرائيل “غير مسبوق”، وتساءلت عن منطقية “مكافأة دولة قتلت أكثر من 60 ألف إنسان في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، بمسرح براق لتلميع صورتها”. وأضافت الوثيقة أن يوروفيجن سارعت إلى حظر روسيا بعد أيام من غزو أوكرانيا، لكنها “تشرّع مسارح العالم أمام إسرائيل بعد قرابة عامين من القصف والتجويع الجماعي وقتل أكثر من 200 صحفي”، كما أوضح المصدر.
وأكدت الحملة أن الهدف الجوهري لمسابقة يوروفيجن هو “الاحتفال بالحرية والفرح والسلام”، وهو ما يتعارض مع “توفير غطاء لحكومة ترتكب إبادة جماعية”. وأوضحت أن الضغط المتزايد من خلال الحملة يهدف إلى التأثير على هيئات البث التي لم تحسم أمرها بعد، مثل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، لجعل قرار حظر إسرائيل خيارا لا مفر منه لإدارة يوروفيجن. ويأتي هذا في وقت يواجه فيه اتحاد البث الأوروبي ما وصفه خبراء بأنه “أخطر أزمة في تاريخه”، وسط انقسام عميق حول الفصل بين الثقافة والسياسة.
يذكر أن “يوروفيجن” اسم يطلق على مسابقة الأغنية الأوروبية، وهي مسابقة غنائية دولية سنوية تنظمها هيئة اتحاد البث الأوروبي (EBU) منذ عام 1956، تشارك فيها الدول الأعضاء ممثلة بأغاني جديدة. وتقام المسابقة في الدولة الفائزة في النسخة السابقة، وتتضمن مراحل نصف نهائية ونهائية، ويتم تحديد الفائز عن طريق تصويت الجمهور واللجان التحكيمية في الدول المشاركة.