محمد لغرومحمد لغروس رئيس لجنة تحكيم جائزة الصحافة البرلمانيةس في البرلمان
مجتمع

لغروس: غضب جيل Z ليس ضد الحكومة وحدها.. وحراكهم ضد تراكم عقود من التهميش

أكد الصحافي ومدير نشر جريدة “العمق المغربي”، محمد لغروس، أن الغضب الذي يعبر عنه “جيل Z” يعكس بشكل كبير غياب العدالة المجالية والفجوة بين المشاريع التنموية الكبرى في المركز والأوضاع المعيشية في الهوامش والمناطق المنسية، التي تشكل “المغرب العميق”.

وأوضح لغروس أن المواطن في هذه المناطق يقارن بين بناء ملاعب ضخمة ومشاريع كبرى وبين استمرار معاناته مع أبسط الخدمات الأساسية، مثل غياب الطرق أو الحاجة الماسة لمستشفيات تعالج لسعات العقارب، مما يولد شعورا بالتهميش وعدم الرضا.

واعتبر لغروس خلال حوار مباشر مع موقع “mdm13press” أجراه معه الإعلامي عبد القادر مغناس، تحت عنوان “من الرقمية إلى الشوارع: كيف حول جيل Z غضبه إلى مطالب إصلاحية؟” أن هذا الحراك الاحتجاجي يعد حلقة جديدة في سلسلة متراكمة من الحركات الإصلاحية التي شهدها المغرب، مشددا على أن هذا التراكم في المطالبة بالإصلاح هو ما يصنع التقدم ويدفع البلاد نحو دولة الكرامة والحقوق والحريات.

وأشاد الإعلامي ذاته بدور الإعلام الخاص في مواكبة هذا الحراك، حيث وصف تغطيته بالقوية والموجودة في قلب الحدث، مشيرا إلى أنه وثق الأحداث أولا بأول، وتمكن الصحفيون من العمل بحرية على عكس احتجاجات سابقة. وانتقد في المقابل أداء الإعلام العمومي الذي كان في “سبات” في بداية الأحداث قبل أن يتدارك الموقف لاحقا عبر بعض قنواته.

وشدد على أن المسؤولية عن الوضع الحالي لا تقع على عاتق الحكومة الحالية وحدها، بل هي مسؤولية تراكمية تشمل الدولة والحكومات المتعاقبة ومختلف هياكل السلطة، رافضا اختزال المشكل في المنتخبين فقط.

ورفض المتحدث بشكل قاطع أعمال الشغب والتخريب التي تخللت بعض الاحتجاجات، مؤكدا أن شباب “جيل Z” أنفسهم تبرؤوا من هذه الأفعال التي وصفها بالإجرامية والمنبوذة، ونسبها إلى مخربين لا ينتمون للحراك السلمي. وأشار إلى أن خطاب “جيل Z” يظهر عدم إيمان بالمؤسسات والأحزاب السياسية، وأرجع ذلك إلى من أضعف هذه المؤسسات عبر ممارسات مثل المحسوبية والزبونية والريع، مما أفقدها ثقة الشباب.

وتابع أن هذه الفئة تفتقد لفضاءات حقيقية داخل الأحزاب للتعبير عن آرائها والمشاركة في العمل السياسي. وأوضح أن لجوء المحتجين إلى مخاطبة الملك مباشرة، كما حدث في حراك الريف، يأتي بعد استنفاد محاولات التواصل مع المؤسسات الوسيطة التي لا تستجيب لمطالبهم.