بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفنان عبد القادر مطاع.
وقال الملك، في هذه البرقية: “تلقينا ببالغ التأثر والأسف نعي الفنان القدير عبد القادر مطاع، أحسن الله قبوله إلى جواره”.
وأضاف: “وبهذه المناسبة الأليمة، نعرب عن تعازينا الحارة ومواساتنا الخالصة لكم، ولكافة أهلكم وذويكم، ولأسرة الفن الوطنية التي ودعت برحيل الفقيد المبرور قامة مبدعة من رعيلها الأول، والذي ترك عبر مسيرة عقود من العطاء والاجتهاد، بالغ الأثر في ذاكرة المسرح والتلفزيون والسينما المغربية، وفي وجدان جمهوره العريض الذي كان يبادله صادق المودة والتقدير”.
ومما جاء في هذه البرقية أيضا “وإذ نشاطركم مشاعركم في هذا الرزء الذي لا راد لقضاء الله له، لنسأله سبحانه وتعالى أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعوضكم عن فراقه جميل الصبر وحسن العزاء”.
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون”. صدق الله العظيم.
وشُيع بعد ظهر اليوم الأربعاء، بمقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء، جثمان الممثل الراحل عبد القادر مطاع، وذلك بعد أن وافته المنية أمس الثلاثاء بأحد المصحات الخاصة في العاصمة الاقتصادية، عن عمر ناهز الـ85 عاما.
وحضر مراسم التشييع عدد من جيرانه وأصدقائه، إلى جانب أربعة فنانين فقط، هم صلاح الدين بنموسى، عبد الكبير الركاكنة، نعيمة إلياس، وكريمة وساط، في غياب شبه تام لبقية أفراد الأسرة الفنية التي كان الراحل أحد رموزها وأعمدتها.
وخيمت أجواء من الحزن والتأثر على جنازة الفنان الذي بصم الذاكرة الفنية المغربية لعقود طويلة، حيث بدا واضحا حجم الفراغ الذي تركه رحيله في قلوب محبيه وزملائه القلائل الذين رافقوه إلى مثواه الأخير.
يشار إلى أن عبد القادر مطاع ولد بمدينة فاس سنة 1940، وبدأ مسيرته الفنية من خشبة المسرح، حيث تألق في عدد من الأعمال التي شكلت جزءا من ذاكرة المسرح المغربي.
وتعرف الجمهور على موهبة الراحل الفريدة وحضوره القوي على الخشبة، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون والسينما ليصير أحد الوجوه الأكثر احتراما ومحبة لدى الجمهور المغربي.
وشارك الراحل في عشرات الأعمال الدرامية والتلفزيونية، من بينها “شجرة الزاوية”، “عائلة محترمة جدا”، و”الربيب”، كما ترك بصمته في أعمال سينمائية نالت تقديرا جماهيريا ونقديا، حيث تميز أداؤه بالعمق والصدق الفني، ما جعله من الفنانين القلائل الذين استطاعوا الجمع بين الاحترافية والبعد الإنساني في أدوارهم.
وعاش عبد القادر مطاع في السنوات الأخيرة معاناة صحية قاسية، إذ أصيب بعدة أمراض مزمنة، أبرزها فقدان البصر، الذي أثر بشدة على حياته اليومية وعلى قدرته على التواصل مع محيطه.
واضطر الفنان الراحل إلى الانعزال عن الوسط الفني والإعلامي، حيث لم يعد يتواصل مع زملائه أو يظهر في المناسبات العامة منذ عدة سنوات، ما جعل جمهوره يتساءل مرارا عن حالته الصحية.