سياسة

قضية قليش.. ميداوي: الملف بيد القضاء ولا يمكن الحكم على الجامعة بناء على “حالات شاذة”

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين ميداوي، أن الجامعات عبر العالم تواجه تحديات متسارعة بفعل التحولات التكنولوجية والاجتماعية والديموغرافية والمناخية، مشددا على أن الجامعات المغربية ليست استثناء من هذه التحولات، بل تواجه تحديات أكبر تفرض ضرورة تكييف السياسات التعليمية مع الواقع الجديد.

وأوضح الوزير في تصريحات للصحافة على هامش تنصيب الرئيس الجديد لجامعة بن زهر،  أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم منذ نحو سبع سنوات تؤثر بشكل مباشر على المنظومات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، داعيا إلى ضرورة أن تكون الجامعة في صلب الحلول، قائلا: “إذا لم تجب الجامعة على هذه التحولات، فلن يجيب عنها أحد، فالسياسي يقوم بدوره، والمدبر والحرفي والمستثمر يقومون بأدوارهم، لكن الآلية الاستراتيجية للنجاح في كل ذلك تبدأ بالطالب، فالطالب ثم الطالب ثم الطالب هو محور منظومتنا التعليمية”.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن الأستاذ الجامعي بدوره يشكل عنصرا أساسيا في المنظومة، باعتباره المؤطر والموجه، مؤكدا على أهمية احترام استقلالية المؤسسات الجامعية ومجالسها المنتخبة، قائلا: “الجامعة لا يسيرها الرئيس وحده، بل تديرها هياكل ديمقراطية ومجالس علمية وأكاديمية وتأديبية، ولكل منها صلاحياتها ومسؤولياتها القانونية والإدارية والبيداغوجية”.

وفي رده على أسئلة تتعلق ببعض القضايا المثارة داخل جامعة ابن زهر، ومنها قضية الأستاذ الجامعي “قليش” التي أثارت جدلا واسعا، شدد الوزير على أن الموضوع يوجد بين يدي القضاء، قائلا: “ما دامت العدالة تنظر في هذه القضايا، فلا يحق لي التعليق عليها، احتراما لاستقلالية القضاء وللقواعد المؤسسية التي تنظم سير الجامعات المغربية”.

وأكد المتحدث ذاته أن جامعة ابن زهر تضم عددا كبيرا من الأساتذة والأستاذات من ذوي الكفاءة العالية، مبرزا أن هذه المؤسسة تعتبر رافعة أساسية للتنمية بالجهة، وقال: “لا يمكن أن نحكم على جامعة من خلال بعض الحالات الشاذة أو الخلافات الطارئة، بل علينا أن ننظر أيضا إلى ما حققته من إنجازات علمية وبحثية، فهي جامعة أنجبت أطر الدولة المغربية وأسهمت في بناء مؤسساتها الحديثة”.

وأضاف الوزير أن الجامعات العمومية المغربية لعبت دورا محوريا في تكوين الموارد البشرية التي تشكل اليوم عماد الإدارات العمومية والقطاع الخاص، مؤكدا أن الحفاظ على مكانة هذه المؤسسات مسؤولية جماعية.

وقال في السياق نفسه: “علينا جميعا أن نعتز بجامعاتنا ونساندها، فكما ندعم فرق كرة القدم لأنها تمثل مدينتنا، علينا أن ندعم الجامعة لأنها تمثل مستقبل أبنائنا، وإذا كانت هناك بعض نقاط الضعف، فذلك لا يلغي ما تحقق من نجاحات كبيرة”.

وشدد وزير التعليم العالي على ضرورة تمكين رؤساء الجامعات الجدد من الوقت الكافي لفهم الملفات وتدبيرها وفق المقاربة التشاركية، معتبرا أن الحلول يجب أن تأتي من داخل الهياكل الجامعية نفسها، لأنها الهيئات التقريرية المسؤولة عن معالجة الإشكالات اليومية وتدبير الحياة الأكاديمية.

وخلص عز الدين ميداوي إلى الاختلاف داخل الجامعة أمر طبيعي وصحي، شريطة أن يتم تدبيره في إطار القانون والمؤسسات، مضيفا أن الوزارة تلتزم باحترام استقلالية الجامعات ومساندة جهودها لتطوير البحث العلمي وتحسين جودة التكوين.

هذا، واحتضنت، أمس الجمعة، كلية الطب والصيدلة بأكادير، حفل تنصيب السيد نبيل حمينة رئيسا جديدا لجامعة ابن زهر.

وفي كلمة بالمناسبة، هنأ وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين المداوي، حمينة على تعيينه في هذا المنصب، داعيا إلى البناء على ما تحقق من منجزات، واستثمار الخبرات والتجارب السابقة بما يضمن استمرارية التطوير والارتقاء بأداء الجامعة.

كما شدد على ضرورة الاستثمار في الرأسمال البشري باعتباره الحجر الأساس في تجويد التكوين والبحث العلمي، مؤكدا أهمية النهوض بالقطاع الجامعي، خصوصا في جهة سوس ماسة التي تزخر بإمكانات كبيرة وتشكل قطبا علميا وتنمويا واعدا.

من جهته، اعتبر حمينة أن جامعة ابن زهر ليست مجرد مؤسسة جامعية، بل هي قاطرة تنموية بامتياز يمتد نطاق تأثيرها ليشمل ما يفوق نصف التراب الوطني.

وأكد أن الجامعة مطالبة بأن تكون فاعلا محوريا في هذه الدينامية التنموية، ومنصة للإشعاع المغربي في محيطه الإفريقي، من خلال ترسيخ حضورها العلمي والثقافي بالقارة.

وفي هذا الإطار، شدد على أن هذا الطموح لا يمكن أن يتحقق إلا عبر رؤية تشاركية ترتكز على الكفاءة والتميز، وتسعى إلى تمكين الطاقات الشابة من تبوؤ المكانة التي يستحقونها داخل الجامعة.

يذكر أن حمينة قد شغل سابقا مناصب رفيعة في عدة جامعات ومؤسسات وطنية، من أبرزها رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال (2018 – 2022).