سياسة

أكاديميون يرصدون الدلالات السياسية للزيارة الملكية للعيون

يقوم الملك محمد السادس اليوم الجمعة بزيارة للأقاليم الجنوبية وبالضبط لمدينة العيون بمناسبة الذكرى الـ 40 للمسيرة الخضراء، والتي من المرتقب أن يقوم من خلالها بإطلاق مشاريع اقتصادية واجتماعية كبرى بالمنطقة. زيارة اعتبرها العديد من المتتبعين للشأن السياسي أن لها دلالات رمزية، وإشارة قوية على استمرارية المغرب في صحرائه.

وفي هذا الإطار اعتبر تاج الدين الحسيني أستاذ القانون الدولي بالرباط، في تصريح لـ”العمق المغربي”، أن زيارة الملك للعيون لها دلالات رمزية قوية وفي نفس الوقت مناسبة لإطلاق مجموعة من مشاريع الاقتصادية، التي تدخل في إطار التصورات التي صادق عليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي مؤخرا، “لأنها تعرف انطلاقة لتجسيد الجهوية الموسعة من خلال انتخاب الجهات الجديدة”، حسب قوله.

وبخصوص تداعيات الزيارة على الجزائر، أكد الحسيني أن “كل زيارة للعاهل المغربي للأقاليم الجنوبية وكل المشاريع التي يقوم بها، تشكل نوعا من تنقيص مطلب الجزائريين في التحكم على هذا الملف، سواء على مستوى مخيمات تندوف أو على مستوى الدبلوماسية الدولية”، مشيرا أنه بدلا من أن يظهر المغرب بمظهر المحتل والذي يستغل ثروات الصحراويين يظهر بمظهر مخالف تماما لذلك، يتمثل في الاستمرار في الحوار وفي تحقيق الاستقرار والأمن في هذه المناطق وهو ما يقض مضاجع النظام الجزائري.

ومن جهة أخرى، قال خالد الشيات أستاذ القانون الدستوري بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الزيارة تدخل في مسارها الطبيعي في إطار سيادة المغرب لتلك المنطقة، وتعد جانبا من الممارسة السيادية الطبيعية للقيام بمشاريع تنموية.

ولخص الشيات في تصريح لـ”العمق المغربي”  الرمزية السياسية للزيارة في ظل الخلاف حول بعض الأقاليم بالصحراء، في أربع نقاط أساسية، أهمها، أن الزيارة تدل على التشبث بهذه الأراضي ولا محل للتنازل عنها، ثم دخول المغرب في مسار ديمقراطي وهو مسار الجهوية المتقدمة الذي يتقاطع مع مقترح الحكم الذاتي والذي يتماشى مع الجهوية في أشكال متعددة، حسب تعبيره.

أما بخصوص النقطة الثالثة، فتتمثل حسب الشيات، في كون الزيارة تعطي إشارة على أن المغرب نموذج للاستقرار يحتذى به في ظل المشاكل التي تعرفها دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأنه  نموذج قابل للتصدير والتطبيق.

وتتمثل النقطة الرابعة حسب المتحدث ذاته، في كون المبادرة الملكية لإقامة مشاريع وتفعيل الاستثمار، تأتي لتكذب الاتهامات التي وجهها الانفصاليون وأعداء الوطن للمغرب، بأنه يستنزف ثروات الصحراء، فالصناعة التي وضعتها الجزائر لم يعد لها رواج في جميع المحافل الدولية، والمغرب لا يتأثر بهذه الممارسات، حسب قوله.