سياسة

بعد عودته للإتحاد.. المغرب يقوي نفوذا آخر في أفريقيا بكرة القدم

قالت الصحيفة الفرنسية “جون أفريك” المهتمة بالشأن الإفريقي، إن المغرب بعد عودته العظيمة إلى الاتحاد الإفريقي، عمل على تقوية نفوذ آخر ليس أقل تأثيرا على القارة السمراء، وهو في مجال كرة القدم.

وأضافت “جون أفريك” في مقال تحليلي لها بعنوان “المغرب: الكرة الذهبية في الديبلوماسية”، أنه بعد الشكوك حول قدرة الغابون على استضافة آخر كأس للأمم الإفريقية كان 2017 في أعقاب انتخابات رئاسية حافلة بالأحداث، وكينيا هي الأخرى تكافح لتنظيم “الشان” في يناير، وصعوبة تنظيم الكاميرون لـ”كان” 2019، في كل مرة، كانت الخطة “ب” هي إثارة المغرب، متسائلة هل كل هذا جاء عن طريق الصدفة.

وأردفت أن المملكة، والتي قدمت ترشيحها لتنظيم كأس العالم 2026، لديها ملاعب حديثة، وفنادق من بين الأفضل في القارة، وشبكة للنقل في تحسن مستمر، وأخيرا الاستقرار الذي يعطيها صورة دولية جيدة. ومع ذلك، المغرب رفض تنظيم “كان” 2015، بعد تخوفه من المخاطر الصحية المرتبطة بفيروس إيبولا.

المصالحة بين المغرب والاتحاد الافريقي لكرة القدم

اعتبرت الصحيفة الفرنسية، أن أزمة المغرب مع الكاف أصبحت من الماضي خصوصا بعد سقوط الكاميروني عيسى حياتو الذي حكم الكرة الإفريقية لثلاثين سنة، وخلفه الميلغاشي أحمد أحمد الذي فتح صفحة جديدة من العلاقات بين المغرب والكاف.

وكانت المملكة المغربية قد توقعت بالفعل نفوذا متجددا في القارة السمراء من خلال التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة مع العديد من الاتحادات الأفريقية لكرة القدم (جزر القمر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي وبنين وسيراليون وتوغو وأنغولا …) أشهرا قبل انتخاب رئيس كاف الجديد، تضيف “جون أفريك”.

وقال مصدر من الجامعة الملكية لكرة، بحسب ما نقلته الصحيفة ذاتها، إن “المغرب يقدم الدعم المالي لتحسين نوعية الملاعب، وتطوير مشاريع التداريب الخاصة باللاعبين، وتجهيزهم بالمعدات …”، مضيفا أن “الدعم المغربي لكرة القدم الأفريقية ليس له هدف آخر سوى تطوير هذه الرياضة”.

واعتبرت “جون أفريك” أن الدعم المغربي يأخذ في بعض الأحيان شكل “اللعب النظيف المدهش”: فعلى سبيل المثال، قررت الجامعة الملكية لكرة القدم تغطية نفقات اختيار ملاوي، في نفس مجموعة “أطلس الأسود” في كان 2019 وكان ذلك في وقت محدد. كما قدمت غلافا ماليا قدره 5 ملايين يورو لتطوير كرة القدم الملاوية.

المغرب بلد نشط في كرة القدم

وقال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم عشية انتخابات الكاف إن “المغرب يعتزم العودة لمكانه الصحيح في جميع المنظمات القارية”، وبعد شهرين استعاد المغرب مقعده في الاتحاد الافريقي بعد أن خرج منه منذ 1984، تضيف “جون أفريك”.

وأضاف المصدر ذاته، أنه في هذه الانتخابات، تم تعبئة الدبلوماسية المغربية بالكامل للسماح لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم باستعادة مقعد في اللجنة التنفيذية للاتحاد، بعد خمسة عشر عاما من سياسة الكرسي الفارغ.

وأوضح أن صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية آنذاك، كان قد جمع كل سفراء المملكة للمشاركة في حملة فوزي لقجع. وفي الأخير تمكن بسهولة من ضمان مكان في اللجنة التنفيذية للكاف بعد أن هزم ممثل الاتحاد الجزائري محمد روراوة، بأغلبية 41 صوتا ضد 7.

وبالإضافة إلى رحلات أحمد أحمد العديدة إلى المغرب، بما في ذلك زيارته الرسمية الأولى، أي بعد أحد عشر يوما من انتخابه على رأس الكاف، اختار الاتحاد الأفريقي المملكة لعقد آخر اجتماع للجنة التنفيذية والجمعية العامة غير العادية في يوليوز 2017، بحسب “جون أفريك”.

وأضافت أنه بعد استفادةالمغرب من هذه الاجتماعات الرسمية التي شارك فيها جميع قادة كرة القدم الأفريقية، نظمت المملكة أكبر تجمع لكرة القدم في القارة، مما أعطاه بعدا دوليا بحضور رئيس فيفا جياني إنفانتينو وضمت ندوة الكاف التي عقدت في الصخيرات في 18 يوليوز جميع العناصر الفاعلة في كرة القدم الأفريقية، بما في ذلك اللاعبين والحكام والمدربين والقادة، وأيضا لاعبين قدامى في كرة القدم الأفريقية.

وتابعت الصحيفة الفرنسية، أنه حتى في التنظيم الحالي للجامعة الملكية لكرة القدم تتمتع إفريقيا بمكانة بارزة في المخطط التنظيمي، حيث وبالموازاة مع إعادة انتخابه على رأس الجامعة، قام فوزي لقجع بخلق لجنة للعلاقات مع الدول الأفريقية يترأسها حمدي ولد الرشيد السياسي الصحراوي المدافع عن قضية الصحراء في كل الدول الأفريقية.

واختتم مصدر الصحيفة داخل الجامعة الملكية لكرة القدم قوله، أن “المغرب مع دبلوماسية كرة القدم يعرف تمام ما يفعله، وهذا يخدم مصالحه السياسية والاقتصادية بطبيعة الحال، ولكن هناك أيضا كرة القدم: إذا أردنا أن يكون لدينا فرصة لتنظيم كأس العالم يجب أن يكون لدينا أولا دعم قوي في أفريقيا، القارة التي نريد أن نمثلها”.