مجتمع

عصيد: الإعجاز في القرآن خرافة مفبركة وجل تراثنا ميت ولم يعد يصلح

اعتبر الناشط الحقوقي الأمازيغي أحمد عصيد، أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مجرد “خرافة مفبركة صُنعت صنعًا ولا أساس لها في النص الديني”، مشيرا أنه “لا يمكن اعتبار أي نص ديني على أنه نص علمي، لأن النص الديني يُرجع فيه إلى الأمور الدينية والعقدية وليس لأي شيء آخر”.

وأضاف عصيد خلال استضافته في برنامج “حديث العرب” على قناة “سكاي نيوز” الإماراتية، أن معظم تراث المسلمين “ميت ولم يعد يصلح للاستمرار”، داعيا إلى وضع هذا التراث في “أرشيف التاريخ ونفض عقولنا منه لكي نعود نفكر من جديد”، وفق تعبيره.

رئيس “المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات”، قال إن الإعجاز العلمي في القرآن هو أحد “مظاهر الانحطاط والأزمة الحضارية الخانقة التي يعيشها المسلمون في عصرنا”، لافتا إلى أن القرآن الكريم هو “كتاب ديني يتم تحميله أكثر مما يطاق، وهذا يدل على فقرنا الثقافي ونوع من الانحباس الحضاري الذي لم نعد نستطيع الخروج منه”.

وأوضح أن المسلمين كلما واجهوا عقبة كبيرة “عوض أن يقفزوا عليها ويتوجهوا نحو المستقبل، ينكفئون على أعقابهم ويعودون إلى الماضي يستنجدون به ليبحثوا فيه عن حلول من النص الديني للعثور عن ما يقابل النظريات العلمية التي يكتشفها الغربيون”.

وتابع قوله: “كلما اكتشف الناس نظريات جديدة، يقول المسلمون إن هذه النظريات موجودة عندهم ويقومون بتأويلات متعسفة وغير منطقية وغير معقولة لنسب النظرية للنص الديني، والنتيجة هي استحالة توفير أسس النهضة العلمية في هذه الأوطان”.

الناشط الأمازيغي اعتبر أن هذا الموضوع هو تعبير عن ما أسماه “المكبوت وأزمة الفشل الحضاري التي تعوض العلم بالخرافة”، مشيرا إلى أن هذه الفكرة تسيء للقرآن، باعتباره يستعمل في المجال الديني ويجد الناس فيه ضالتهم فيما يتعلق بعقائدهم الدينية ومبادئهم الأخلاقية العامة في سلوك المؤمن، حسب قوله.

وأردف بالقول إن من وصفه بـ”التيار السياسي الديني الذي غرضه رد الاعتبار للدين لأنه شعر أن الدولة الحديثة تجاوزت الدولة الدينية القديمة، ويحاولن اللحاق بالقطار الذي فاتهم عبر نوع من الدعاية للدين، فموضوع الإعجاز هو دعاية دينية وليس عملا عليما”.

وقال في هذا الصدد: “لم يحدث التطور المعرفي عند المسلمين لأنهم لم يقوموا ببناء معارف علمية انطلاقا من تربتهم الثقافية، بل استوردوا المُصنع العلمي من الغرب، وفيما بينهم يروجون ثقافة تعود لعصور سابقة”، معتبرا أن هناك اليوم في المغرب جيل جديد من الشباب لم تعد تقنعه الخرافة، وفق وصفه.

تعليقات الزوار