مجتمع

السجون تقدم روايتها حول إضراب معتقلي الريف وتكشف عدد المضربين

كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن 39 من أصل 49 معتقلا على خلفية أحداث الحسيمة بسجن ا”عكاشة” بالدار البيضاء، يتناولون وجباتهم بصفة منتظمة ووضعهم الصحي عادي، مشيرة إلى أن 33 معتقلا تقدموا يوم فاتح يناير 2018 بإشعار إلى إدارة السجن يعلنون فيه فك إضرابهم عن الطعام.

وأوضحت المندوبية في بلاغ لها، اليوم الأربعاء، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن “ستة سجناء لم يضربوا أصلا عن الطعام، مما يفيد أن 39 معتقلا من أصل 49 يتناولون وجباتهم بصفة منتظمة ووضعهم الصحي عادي”.

وأضافت أن “بعضا ممن نصبوا أنفسهم للدفاع عن هؤلاء السجناء، والذين من المفترض أن يكونوا حماة للقانون ومؤتمنين على حقوق ومصالح موكليهم، يلجؤون إلى الكذب والبهتان بخصوص أوضاع هؤلاء السجناء، حيث تمادى أحدهم إلى حد تحريض أحد السجناء على التظاهر بالإغماء داخل المحكمة، كما نشر ذلك بأحد المواقع الالكترونية”.

واعتبرت أن “مثل هذه السلوكيات تدفع الرأي العام إلى التساؤل حول الأهداف الحقيقية التي يسعى هؤلاء إلى تحقيقها، من خلال إمعانهم في المزايدة على إدارة المؤسسة بخصوص ظروف اعتقال النزلاء المعنيين، والاستهتار بمصالح موكليهم والزج بهم في متاهات لا تخدمهم”، مردفة بالقول: “كل ما يقوم به هؤلاء من تصرفات، وكل ما يدعونه من خلال تصريحاتهم لن يثنيها عن المضي قدما في التطبيق الصارم والحازم للقانون دون أي تمييز بين السجناء، وفي احترام وصون تام لحقوقهم”.

وكان معتقلو حراك الريف بسجن “عكاشة” قد دخلوا الاثنين ما قبل الماضي في إضراب عن الطعام مطالبين في بيان لهم بضرورة “تجميع المعتقلين السياسيين في جناح واحد مع تمكينهم من فسحة جماعية، وفتح الزنازين بالفترة النهارية إلى غاية الساعة 18:00″، مع استفادتهم من “الاتصال بعائلاتهم دون تقييد ذلك بالأرقام المتصل بها والأيام التي يجرون فيها اتصالاتهم كما يستفيد من ذلك كل المعتقلين بالسجن، سواء أكانوا معتقلين سياسيين أو معتقلي الحق العام”.

كما أكدوا، على ضرورة “تجويد المأكولات مع توفير وجبة العشاء”، و”الاستفادة من الحمام يوميا”، و”الاستفادة من جهاز تخزين الأفلام والموسيقى كما هو الحال بالنسبة لكل السجناء، وكذا الاستفادة من الكتب في مواضيع متنوعة تاريخية وسياسية و…”

وطالب المضربون إدارة سجن “عكاشة”بـ”تغيير أساليبها التي تتعامل بها مع المعتقلين السياسيين كحرمانهم من أبسط حقوقهم وكذا السياسة الانتقامية التي تنهجها إدارة السجن التي دخلت كطرف مع الدولة من أجل تصفية حساباتها معهم”.

المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، قال إن المعتقلين لا يزالون في إضراب مستمر عن الطعام بسجن “عكاشة” احتجاجا على ما أسموه “حرمانهم” من كافة حقوقهم كسجناء أسوة بباقي المعتقلين بالسجن، مضيفا أنه “تم توزيعهم على 46 زنزانة انفرادية تفتقد إلى أدنى الشروط الصحية والإنسانية”.

وأشار البوشتاوي، في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك”، إلى معاناة المعتقلين داخل الزنازين الانفرادية، من “غياب للسرير مما يضطر معه المعتقلين إلى افتراش الأرض كما أن المرحاض داخل الزنزانة في وضعية سيئة وهو ما يفاقم من المعانات والأضرار الصحية والنفسية للمعتقلين”.

واعتبر عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك، ما سبق “انتهاكا لأبسط حقوق المعتقلين وخرقا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء والمعتقلين المعتمد من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وأوضح أنه “أمام هذه الوضعية الصعبة والمزرية التي يعيشها معتقلي الحراك بسجن عكاشة بالدار البيضاء فإننا نحمل كامل المسؤولية لإدارة السجون وكل الجهات المعنية عن ما يمكن أن يترتب عنها من أضرار جسمية أو نفسية أو معنوية أو عقلية بالنسبة للمعتقلين”.