مجتمع

هيئة حقوقية تدين “إغراق” آسفي بالمهاجرين وتحمل المسؤولية للعامل

أدانت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بآسفي، ما سمته “إغراق” المدينة بالمهاجرين الأفارقة، محملة عامل الإقليم والدوائر الأمنية المسؤولية، مطالبة بإحداث مراكز إيواء لهؤلاء المهاجرين تصون كرامتهم.

وأوضحت الرابطة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن مدينة آسفي شهدت، ليلة السبت-الأحد الماضي، عملية تسريح جماعي لمهاجرين أفارقة، بعد أن أقلتهم حافلة للنقل العمومي في صورة تكررت لأكثر من مرة، “مما يؤكد زيف الشعارات المرفوعة من طرف المسؤولين المغاربة، والتي يكذبها الواقع”.

وتساءلت الهيئة بالقول: “كيف يعقل أن يتم نقل مجموعة من المهاجرين بهذا الشكل الجماعي ويتم تسريحهم تحت جنح الظلام من دون توجيه أو مراعاة لظروفهم النفسية والمعيشية، الشيء الذي قد يعرضهم وساكنة المدينة على السواء للخطر، تؤكدها مجموعة من الأحداث الدامية التي راح ضحيتها مهاجرون أو مواطنون مغاربة في مناطق متعددة بالمغرب”.

وأضافت أن جولة بسيطة بشوارع مدينة آسفي، “تكفي للوقوف على الأعداد المطردة من هؤلاء المهاجرين الذين اتخذوا من التسول حرفة لكسب قوتهم اليومي في غياب رؤية واضحة للتعامل معهم وتجاهل من طرف مسؤولي المدينة، مما أساء لصورة هذه الأخيرة وأجهز على ما تبقى من آمالها السياحية، بل وعزز الشعور لدى ساكنتها بكون مدينتهم مغضوب عليها”، متسائلة بالقول: “هل تمكنت آسفي من حل جميع مشاكلها وتوفير فرص الشغل لشبابها العاطل حتى يلجا المسؤولون لإغراقها بالمهاجرين بل والمتشردين والمختلين عقليا؟”.

واعتبر البلاغ أن ما حدث يأتي “عقب أشهر قليلة على احتفال الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، بالذكرى الرابعة لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، ووفي الوقت الذي تعتزم فيه المملكة احتضان الدورة الـ11 للمنتدى العالمي للهجرة والتنمية بمراكش دجنبر المقبل، وفي سياق ما جاء على لسان رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص إطلاق المرحلة الثانية من عملية التسوية الإدارية والاستثنائية للأجانب، حيث اعتبر اعتماد المغرب لسياسة جديدة في مجال الهجرة هو اختيار استراتيجي وليس مبادرة مرحلية”.

وفي نفس السياق، قالت الرابطة إن “إغراق” المدينة بالمهاجرين الأفارقة يكشف “غياب رؤية واضحة للتعامل معهم”، مدينة ما وصفتها بـ”سياسة غض الطرف التي ينهجها المسؤولون تجاه تكرار عملية التسريح الجماعي للمهاجرين بالمدينة”، معلنة عزمها مراسلة الجهات المعنية بالأمر لتحمل مسؤوليتها في هذا الوضع.