المغرب العميق

فيضان واد “دادس” يغمر قنطرة ويعزل ساكنة قرية ضواحي تنغير

تسبب ارتفاع صبيب واد “دادس”، بسبب ذوبان الثلوج في الجبال، أمس الخميس، في عزل ساكنة دوار “تيزكين” بجماعة أيت سدرات الجبل العليا، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم تنغير.

وغمرت مياه وادي “دادس” قنطرة قديمة لا يتجاوز علوها مترا ونصف، تربط دوار “تيزكين” الذي يعتبر أكبر دوار من حيث الكثافة السكانية بالجماعة المذكورة، حيث تبلغ قرابة 3 ألاف نسمة، بالطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين بومالن دادس وأمسمرير، ما أدى إلى عزل ساكنتها.

وفي هذا الإطار، قال الفاعل الجمعوي أحمد زرير، إن مشكل هذه القنطرة بدأ منذ الفيضانات الغير المسبوقة التي عرفتها المنطقة سنة 2006، والتي تسببت في إحداث شقوق كبيرة بها، قبل أن تقوم الساكنة بإصلاحها بإمكانياتها الخاصة لضمان عبورها للضفة الأخرى.

وأضاف زرير في اتصال هاتفي مع جريدة “العمق”، أن إحدى الجمعيات بالدوار وقعت اتفاقية مع جمعية جمعية تنمية عالم الأرياف، قامت على أساسها هذه الأخيرة بانجاز دراسة لبناء قنطرة جديدة على الوادي، بتكلفة 37 مليون سنتيم، وبعد استكمال الدراسة، تم مطالبة المجلس الجماعي السابق، بأن يساهم هو الأخر بحصته لتشييد القنطرة، غير أنه لم يف بتعهداته بسبب خلافات بين أعضائه حول المشروع.

وتابع أن ارتفاع منسوب المياه عند تساقط الأمطار أو ذوبان الثلوج يؤدي إلى عزل دوار “تيزكين”، بعد أن تغمر المياه القنطرة، ما يتسبب في عدم التحاق التلاميذ والأساتذة بإعدادية “أيت توخسين” المتواجدة على الضفة الأخرى، مضيفا أن تلاميذ دوار أخر يسمى “أوريز” لا يكون بمقدورهم أيضا الالتحاق بمدرستهم الابتدائية بسبب ارتفاع منسوب المياه.

وأردف الفاعل الجمعوي ذاته، أن منسوب المياه آخذ في الازدياد منذ أربعة أيام، ما دفع الساكنة إلى التزود بالمواد الغذائية الكافية خوفا من أن تطول عزلتهم، مضيفا أن الدوار معروف بأنه المزود الرئيس للسوق الأسبوعي للجماعة بالخضر والفواكه لكون أغلب التجار ينحدرون منه، وتسبب فيضان الوادي في حرمانهم من التنقل إليه.

واعتبر زرير أن فيضان واد “دادس” وانقطاع الطريق إلى الدوار، يطرح أيضا مشكل نقل النساء الحوامل والحالات المرضية العاجلة إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف التي تجد صعوبة في المرور فوق القنطرة عند انخفاض منسوب المياه فما بالك أثناء الفيضانات.

لحسن ألمو، رئيس المجلس الجماعي لأيت سدرات الجبل العليا، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الجماعة أبرمت اتفاقية شراكة مع جمعية “أدمر” التي سبق لها أن أنجزت دراسة للقنطرة، وجهة درعة تافيلالت، من أجل تشييد قنطرة جديدة.

وأضاف ألمو، أن المجلس الجماعي سيقوم بتحويل 27 مليون سنتيم إلى حساب جمعية “أدمر” حاملة المشروع، كما ستقوم الجهة أيضا بتحويل اعتماده المقدر بـ53 مليون إلى حساب الجمعية من أجل البدء في بناء القنطرة.

وفي انتظار خروج المشروع إلى أرض الواقع، أوضح رئيس الجماعة، أن هذه الأخيرة تنتظر وصول مجموعة من الآليات للإسراع في أشغال فك العزلة بشكل مؤقت على الساكنة، ريثما يتم تفعيل الاتفاقية الموقعة بين الأطراف السالفة الذكر.

تعليقات الزوار