عدد أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد منار باسك خصائص الخطاب الملكي الذي ألقاه أمس الإثنين بمناسبة الذكرى الـ20 لتربعه على العرش، مشيرا إلى أنه لم يختلف على مستوى منهجيته بنفس خصائص الخطب السابقة.
وقال منار في تدوينة مطولة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إن أول هذه الخصائص هو استعمال الخطاب إيحاءات دينية، إذ جاء في بداية الخطاب “مرت عشرون سنة، منذ أن حمّلني الله أمانة قيادتك. وهي أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة”.
وأضاف المتخصص في القانون الدستوري أن الهدف من هذه الإيحاءات الدينية هو تأكيد الشرعية وجعل المؤسسة الملكية فوق المساءلة القانونية، وزاد ” ولنا أن نتساءل إلى أي حد تبقى هذه الإيحاءات، التي كانت تستعملها الملكيات المطلقة القديمة، مستساغة في العصر الحالي؟”.
أما الخاصية الثانية للخطاب، يضيف منار، فتتمثل على المستوى المنهجي بالمنحى التشخيصي، “فمنذ مدة أصبحت خطب الملك لا تتضمن فقط ما يُعتبر إنجازات وتوجهات السياسة العامة، وإنما تشير إلى واقع الاختلالات”، مستدلا على ذلك بقول الملك ” ومن منطلق الوضوح والموضوعية، فإن ما يؤثر على هذه الحصيلة الإيجابية، هو أن آثار هذا التقدم وهذه المنجزات، لم تشمل، بما يكفي، مع الأسف، جميع فئات المجتمع المغربي”.
ولفت منار في التدوينة ذاتها إلى أن تأكيد الاستمرارية هي الخاصية الثالثة التي اتسم بها خطاب الملك، موضحا أن هذه الاستمرارية ليست فقط من خلال تكرار العديد من الأفكار والعبارات التي وردت في الخطب السابقة، ولكن أيضا من خلال اعتماد نفس مقاربات الحلول (لجنة ملكية، تعديل حكومي…).