منتدى العمق

كارثة استغلال الملك العام تشوه بلدة تاكونيت

إن المقاربة الموضوعية للقضايا الاجتماعية تفرض علينا ضرورة كشف كل ما لم يتمش والغايات الإنسانية، ولا يخدم مسار التنمية المستدامة داخل المجتمع.

واليوم، لا يستقيم هذا المنهج إلا من خلال إزالة النقاب عن ظاهرة جد خطيرة أمست تعشعش في مدينة محافظة وفقيرة. هذه الظاهرة جعلت من بلدة “تاكونيت” بقعة باهتة نحيفة تكرس البؤس في نفوس الساكنة والزائرين.

لعلك سيدي القارئ تلامس ظاهرة الباعة المتجولين الذين استوطنوا الطرقات والأرصفة وكل مكان، وتشاركهم مشاعر التعاطف والتقدير. لكن الإشكال يكمن حينما يقرر الباعة الاستيطان وغرس أعمدة دائمة، وتشييد أكواخ تشوه الصورة العامة للبلدة وتعرقل السير العام، والأخطر من ذلك هو الضرر الذي يلحق الساكنة جراء النفايات وبقايا الخضر التي ترمى. والتي تؤدي إلى تلوث البلدة، وجعلها مركزا لتجمع الكلاب الضالة، في غياب تام لرجال النظافة.

لقد أصبح الزائر لهذه المنطقة البسيطة يتعثر في أزقتها بسبب الاستغلال العشوائي لمساحاتها وشوارعها (سرقة علنية للملك العام، مقاهي بدون أرصفة مقننة، منازل لا حدود لها، بنايات تزحف كل سنة إذ لم أقل كل يوم لتغطي مساحات عمومية بطرق غير قانونية، واستغلال لا مثيل له في العالم)، في غياب كلي تام للجهات المسؤولة.

لا أدري من المراقب ومن المستهدف. لعل الكل ينتظر الكل، والجميع يذرف الدموع حسرة على مآل هذه الجوهرة الفقيرة.

إن إقليم زاكورة عامة، وتاكونيت خاصة، يعاني الويلات (ضعف البنية التحتية، ندرة الماء الصالح للشرب، مشاريع فارغة من محتواها الاجتماعي والاقتصادي، غياب التتبع والمراقبة، ضعف المسالك الطرقية ….) والمعضلة الكبرى هي تلك العجلة التنموية التي لم تضع قاعها بعد على الطريق، لا مع المخططات الوزارية ولا مع المبادرات التنموية الوطنية.

إن هذه الأحرف لم تأت ساخرة ولا مهينة لساكنة تاكونيت وإنما جاءت منددة بظواهر خطيرة تشوه منظر لؤلؤة ناعمة تآكلت مع الزمن. فيا ترى من المسؤول عن خراب تاكونيت؟ أهو القدر أم لعنة السياسة التي وسوست لعقول ذكورها؟

لتستمر الحياة رغم قساوة الطبيعة وكيد المسؤولين.

تعليقات الزوار