الأسرة

اليوم العالمي للطفل.. أنثربولوجي يعدد أبعاد لعب الأطفال بإفريقيا

استضاف المركز الأورو-إفريقي للأبحاث والدراسات الميدانية، الخبير الأنثربولوجي الدولي، “جون بيير روسي”، حول موضوع لُعَب الأطفال بشمال إفريقيا وأبعادها الثقافية والإيكولوجية، وذلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.

وأوضح “جون بيير روسي” في لقائه العلمي الذي حضره أساتذة وطلبة علم الاجتماع، أن المجتمع القروي المغربي استطاع الحفاظ على تراث هام من لُعَب الأطفال التقليدية، وهذه الأهمية تتعمق في نظره خصوصا أن هناك مشتركا ثقافيا بين المغرب وبعض الدول الأوروبية في هذا المجال.

وأشار إلى أنه اكتشف من خلال بحث دولي يقوم به حول لُعَب الأطفال في العصر القديم، وهو بحث ممول من الاتحاد الأوروبي، أن لُعَبا للأطفال بالوسط القروي المغربي موجودة أيضا في الحضارة اليونانية القديمة.

وبين الأنثربولوجي المذكور، أن موضوع لُعَب الأطفال قدّم فكرة عن القيم الاجتماعية السائدة، كما هو الحال بالنسبة لوضعية الفتاة القروية بالنظر إلى تقسيم مجال اللعب داخل وخارج البيت، واعتبر لُعَب الأطفال وسيلة للتنشئة الاجتماعية التي تمكن الفرد من الاندماج في المجتمع، لأنها تسمح بمحاكاة أدوار ووظائف البالغين من خلال اللُعَب، مثلما هو الشأن بالنسبة للمهارات التقليدية اليدوية.

وتطرق الخبير الدولي خلال اللقاء العلمي الذي عرف حضورا حاشدا للطلبة ولعدد كبير من أساتذة علم الاجتماع، إلى خصوصية تجربته الأنثروبولوجية بالمغرب حول اللُعَب بالوسط القروي، حيث أكد على قيم التسامح وكرم الضيافة التي جعله مند سنوات يختار الإقامة عدة مرات خلال السنة عند بعض الأسر المغربية بالوسط القروي عوض الفندق، من أجل القيام بالملاحظة بالمشاركة على لُعَب الأطفال بهذا الوسط.

وركز المتحدث أيضا معرض كلامه، على عنصر الابتكار في اللُّعَب، ذلك أن القدرات الإبداعية للفرد تبدأ في مرحلة الطفولة من خلال الَّلعب الذي يمكن أن يشكل لحظة اكتشاف وفرصة لمواكبة المخترعين والمبتكرين، وهو أمر تسمح به اللُّعَب التقليدية بشكل كبير، حيث عرض صور بعض اللُّعَب التي تعتمد على تقنية الصوت والحركة وهي مصنوعة بطريقة بسيطة من قبل أطفال المغرب بالقرى.

وأثار جون بيير كذلك، الانتباه إلى دور اللُّعَب التقليدية بالوسط القروي، في المحافظة على البيئة والتقليل من مسببات التغيرات المناخية، حيث يعمل الطفل القروي على تدوير بعض المتلاشيات أو الأشياء التي يتم التخلص منها كنفايات من أجل تحويلها إلى لُعَب، كما هو الحال بالنسبة للُّعَب الكرتونية والمعدنية.

وقد ختم اللقاء العلمي بتقديم درع الامتياز من رئيسة المركز الأورو-إفريقي للدراسات والأبحاث الميدانية، الدكتورة نعيمة المدني إلى الخبير الدولي “جون بيير روسي”، تكريما على مجمل أعماله للنهوض بالبحث العلمي الأنثربولوجي حول لُعَب الأطفال القرويين بشمال إفريقيا والمغرب، كما قدمت إليه لوحة تشكيلية من إهداء الطلبة.

ويعتبر “جون بيير روسي” عضوا مؤسسا في العديد من المنظمات الدولية المهتمة بلُعَب الأطفال، كالجمعية الدولية للُعَب الأطفال ومركز ستوكهولم الدولي للُعَب الأطفال، كما أنه أستاذ زائر في العديد من الجامعات عبر العالم، شارك أيضا في العديد من المشاريع العلمية الدولية حول لُعَب الأطفال، وله كذلك الكثير من المؤلفات حول الُّلُعَب باللغة الفرنسية والإنجليزية عدد منها حول الوسط القروي المغربي.