عبد الكريم الخطابي، والملك محمد الخامس
سياسة

في رسالة تنشر لأول مرة .. حينما وضع الخطابي نفسه تحت تصرف محمد الخامس

ورد في كتاب “سيرة العلامة محمد الناصر الكتاني ومن خلالها شذرات من تاريخ الحركة الوطنية” لمؤلفه أسامة محمد الناصر الكتاني، أن الأمير عبد الكريم الخطابي بعث برسالة إلى الملك محمد الخامس يؤكد فيها بأنه “يضع يده في يد جلالته لتحرير البلاد واستكمال استقلالها”.

الرسالة التي تنشر لأول مرة، والتي تنسف فكرة أن عبد الكريم الخطابي كان يخطط لإقامة “جمهورية الريف”، جاء فيها: “فاستمساكا بحبل الله، واعتصاما برابطة الولاء فيه ومن أجله، وفرارا إلى الله ورسوله وإلى جلالتكم مما عليه حالة المغرب من فرقة وخلاف وتنابذ وتحزب، رأيت من تتمة جهادي لطرد أعدائنا من وظننا العزيز أن أضع يدي في يد جلالتكم تتميما للجهاد في سبيل الله، وسعيا للغاية المقدسة لتحرير بلادنا واستكمال حصولها على حريتها واستقلالها وتخليصها مما تتخبط فيه من فرقة وخلاف يكاد يؤدي بها ويعرضها لسخرية العالم”.

وأضاف الخطابي في رسالته للملك محمد الخامس، “وتحقيقا لهذه الغاية فقد طلبت إلى أحد إخواننا المخلصين لجلالتكم والناصحين لبلادهم، والمؤمنين بقضية وطنهم، وهو السيد محمد الناصر الكتاني أن يستعد للسفر إلى الرباط حاملا معه كتابي هذا ليحظى بشرف مقابلتكم ويحدثكم باسمي وعلى لساني بتفصيل ما أجمله كتابي”.

وأورد مؤلف الكتاب، أن بطل الريف عبد الكريم الخطابي كلف المترجم بالسفر إلى المغرب أواخر 1956 ومقابلة السلطان وتسليمه كتابا يؤكد فيه بطل الريف بأنه يضع يده في يد جلالته لتحرير البلاد واستكمال استقلاله، وبأنه يضع نفسه تحت تصرف جلالته في كل ما يعود بالخير على المغرب والمسلمين.

كما أوضح، (أي عبد الكريم الخطابي) بأن حامل الرسالة محمد الناصر الكتاني “سيحدثكم باسمي وعلى لساني بتفصيل ما أجمله كتابي”، في حين أشار المؤلف قائلا: “قد وجدنا هذه الرسالة المؤرخة في 19 غشت 1956، ضمن أوراق المترجم ومذكراته وهي أصلية وليست مصورة، دليل على أنها لم تسلم إلى السلطان محمد بن يوسف”.

واعتبر المؤلف، ان سبب عدم سفر المترجم وتسليم الرسالة وإنجاز هذه المهمة الحاسمة في مسيرة العمل الوطني المغربي، والتي كانت ستترتب عليها بلا شك انعكاسات وآثار عديدة ومتنوعة على الساحة السياسية المغربية.

وأردف، أنه بعد تاريخ هذه الرسالة بأسبوع واحد وتحديدا في 26 غشت 1956، تم إلقاء القبض على المترجم وحجزت الرسالة ضمن ما حجز من أوراق ووثائق كانت بمنزله.

تعليقات الزوار