مباشرة بعد إعلان طاطا منطقة منكوبة، ومع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، وفي الوقت الذي بدأت فيه الأحزاب السياسية تعيد ترتيب صفوفها، قصد تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، آثرت بعض الأحزاب نفض الغبار عن المنطقة وذلك عبر الدفع بوجوه شبابية لخوض غمار الانتخابات، الأمر الذي لقي استحسانًا من لدن شباب المنطقة.
ووفقا لتصريحات استقتها جريدة “العمق” من مهتمين بالشأن المحلي بإقليم طاطا، فإن عددا من شباب المنطقة حمل مشعل التغيير، وقرر الترشح للانتخابات المقبلة، لتحقيق ولو بعض من مطالب الساكنة التي سبق لوجوه قديمة أن وعدت بتحقيقها دون تنزيل ذلك على أرض الواقع.
عبد الناصر أولاد عبد الله، واحد من هؤلاء الشباب الذين قرروا خوض غمار الانتخابات المقبلة، بحثا عن التغيير، وفي هذا الإطار أكد في حديث مع جريدة “العمق”، أن فكرة ولوجه العمل السياسي لم تكن فكرة حديثة العهد، بل فكرة عززتها أخطاء المنتخبين، باعتبارهم “لا يعرفون كيف يدافعون عن أبسط مطالب الساكنة” على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي يصر فيه أغلب الشباب على مقاطعة التصويت ظنا منهم أنه هو الحل الأنسب، يدعو فيه أولاد عبد الله كافة الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي واختيار المنتخبين الأكفاء، مشيرا إلى أن الأوضاع السياسية بالإقليم تغيب فيها الشفافية بحيث يشدد على أن اقتراب موعد الانتخابات يجعل محتكري المناصب يستغلون فقر الساكنة لتحقيق مصالحهم الشخصية.
وبدا عبد الناصر في حديثه مع الجريدة، متسلحا بالطموح وهو ما عبر عنه بقوله “أنا كشاب أطمح إلى إحداث التغيير والترافع عن جميع متطلبات الساكنة، بالرغم من أننا في جميع المحطات التي مررنا بها دافعنا وما زلنا ندافع عنها”.
أمّا عمر البلغيتي، ووهو شاب في العشرينات من عمره، فقد قرر هو الآخرخوض تجربة العمل السياسي للمرة الأولى بعدما يئس من وجوه لطالما وعدت لكنها لم تف، ويرى أن المنتخبين لم يلبوا مطالب الساكنة ولو أنهم مكثوا أعواما وراء أخرى في مناصبهم الشيء الذي دفعه إلى الترشح علّ المحاولة تنفع.
ولأن مدينةً من حجم طاطا بها قبائل تعتمل داخلها ثنائية العرقية والقبيلة، أمرٌ جعل عمر يرى أن الانتخابات يجب عليها أن تقع بعيدا عن تلك الصراعات التي عادة ما تكون سائدة في المجتمعات، وعلى الساكنة اختيار من يمثلها باتزان، وإعطاء الفرصة للأكفاء لأن المطالب تكون سهلة وبسيطة إلا أن السياسيين يؤزمون الأوضاع.
سلوى أوبا منسقة حزب “الديمقراطيين الجدد ” شابة هي الأخرى بدورها اختارت أن تلج العمل السياسي بسبب قلة المياه في المنطقة التي تقطن فيها. ولأن لكل غاية دوافعها، اختارت سلوى أن تلج ميدان السياسة حتى تثبت أنها تستحق أن تعطى لها فرصة لكي تفرض نفسها وتكون في الواجهة، خاصة أنها من الشابات اللواتي لهن غيرة على منطقتها.
وعن دوافعها تقول سلوى ” إن أكبر خزان بالماء يوجد بالدوار الذي أقطن فيه، لكن الماء قليل”. هي معادلة صعبة اختارت سلوى أن تجد لها حلا عن طريق الانخراط عل هذا يكون حلا ليسير القارب بسلام.
“هدفي واضح من ولوج هذا الميدان، لا يخرج عن تشجيع الشباب للانضمام في العمل السياسي، ومساعدة الناس عن طريق إحداث المرافق العمومية التي نحن في عوز شديد لها، كالنوادي النسوية، وملاعب القرب، وتوفير الإنارة الكافية، وغيرها من المطالب التي لطالما دعونا لتحقيقها إلا أن لا أحد يستجيب”. ونريد الكثير لكن هذا طبعا لن يتحقق إلا عن طريق دعم الساكنة، فنحن نريد التغيير، نريد مصلحة عامة، ولا نريد سياسة العصا في العجلة.” تختم سلوى.
تعليقات الزوار
عبدالناصر من الطلبة الغيورين على الإقليم ومن أبرز المترافعين عن قضاياه نرجوا له التوفيق في هذا المسار