لا يصدق كثير من العزاب نصيحة من سبقوهم إلى دخول “القفص الذهبي” بأن الزواج الناجح يحتاج إلى بذل جهد لإنجاحه، ويشهرون ورقة الحب كحل سحري.
لكن الأيام تعلم المتزوجين يوما بيوم أن الحياة الزوجية لا تملك زرا سحريا تضغط عليه ببساطة لينطلق الحب في قيادة السفينة وحده ويحافظ على نفسه ذاتيًّا دون مجهود منهم.
ويتعلم المتزوجون أن تكريس الوقت والجهد لفهم الشريك فهما حقيقيا وتحقيق النجاح ليس دائما سهلا.
في التقرير التالي، أربع خطوات لبناء علاقة زوجية سعيدة وناجحة، من أجل الاجتهاد في إنجازها، وأربع خطوات مناقضة تجعل تخريب عش الزوجية سهلا وسريعا، وذلك للانتباه إليها وتفاديها.
4 خطوات لبناء علاقة سعيدة وناجحة مع الشريك
حسب موقع “العِلم”، لتحقيق علاقات مستقرة وناجحة وسعيدة مع الشريك، إليك الخطوات التي ينبغي تكريس كل الاهتمام والوقت والجهد لتنفيذها:
1. كن لطيفًا ما استطعت إلى ذلك سبيلا
تقوم أغلب الأساليب الحديثة في استشارات العلاقات الأسرية على البحث الذي أجراه عالِم النفس البارز جون جوتمان، الذي اشتهر بتصوير حياة آلاف الأزواج على شرائط فيديو وتحليل تفاعلاتهم وتحويلها إلى بيانات قابلة للقياس.
وكانت إحدى أبرز النتائج المادية التي توصل إليها أن الزوجين السعيدين يتفاعلان معًا خمس تفاعلات إيجابية مقابل كل تفاعل سلبي. فيقول جوتمان: “كان هذا أبرز ما توصل إليه تحليل البيانات”.
وكان هذا ينطبق على الأنواع المختلفة من العلاقات، متضمنةً العلاقات التي يكون طرفاها مستقلين أو تفصل بينهما مسافات أو حتى تميل شخصياتهم إلى الجدال.
وهذه التفاعلات الإيجابية ليست بالضرورة مواقف كبيرة، فكما يقول جوتمان: “الابتسامة أو الإيماءة بالرأس أو مجرد إبداء الاهتمام بالاستماع إلى الطرف الآخر، كلها تُعَد تفاعلات إيجابية”.
2. فكر فيما يحتاجه الطرف الآخر، حتى في أثناء الخلافات.
يرى جوتمان أنه لحل الخلافات يمكننا التعلُّم من “نظرية الألعاب”، وهي دراسة النزاعات وصناعة القرارات المُستخدَمة في العلوم السياسية وعلمي الاجتماع والاقتصاد.
كان الاعتقاد السائد قديمًا أن المفاوضات أغلبها مواقف ذات مجموع صفري، أو بمعنى آخر فإن المكاسب التي يحصل عليها طرف هي خسائر يتكبدها الطرف الآخر.
وفي عام 1950، أثبت عالِم الرياضيات جون ناش أن ثمة نتيجة أخرى أفضل يمكن التوصل إليها؛ وهو حل ينطوي على أن يقدم كلا الطرفين بعض التنازلات، ولكن في النهاية تخرج جميع الأطراف راضية (وهو ما يُعرف الآن باسم “توازن ناش”، الذي حصل من أجله جون ناش على جائزة نوبل في عام 1994).
وهذا يذكِّرني، حسب كاتبة مقال “العلم”، بموقف حدث لي مؤخرًا في زواجي؛ إذ كان زوجي يكره المنزل الذي اشتريناه قبل بضعة أعوام وأراد أن ينتقل إلى حي جديد، بينما كنت أنا على العكس تمامًا أحب المنزل ولم أرد الانتقال إلى أي مكان. وبعد أن دار بيننا كثير من المناقشات، أدركنا أن ما يحتاجه كلانا بالفعل هو الاستقرار في مكانٍ ما مدةً طويلة. وإذا كان زوجي لا يشعر بأن المنزل الحالي هو المكان الذي يمكنه أن يستقر فيه، فلا أستطيع أنا أيضًا الاستقرار فيه. لذا قررنا الانتقال في الشهر التالي، من أجلنا نحن الاثنين! احرصا دائمًا على التوصل إلى “توازن ناش” في خلافكما، وعندها سيحصل كلٌّ منكما على ما يريد.
3. الاهتمام.
يقول جوتمان: “يسعى الأشخاص دائمًا إلى جذب انتباه شريك حياتهم واهتمامه”. اكتشف جوتمان في بحثه أن الزوجين اللذَين يحافظان على سعادتهما (خلال السنوات السبع الأولى من الزواج على الأقل) يفهمون إشارات طلب الاهتمام هذه، ويُبدون الاهتمام فعلًا في 86% من الوقت، في حين أن الأزواج الذين انتهى زواجهم بالطلاق كانوا يتجاوبون مع إشارات طلب الاهتمام هذه في 33% فقط من الوقت.
وتقول دانا آر. بيرجر -الأستاذ المساعد في علم النفس الإكلينيكي والعلوم السلوكية بكلية فاينبيرج للطب بجامعة نورثويسترن-: “إنها اللحظة التي نختار فيها أن نُنصت إلى شريك حياتنا وهو ينفِّس عما بداخله بعد مروره بيوم عصيب، بدلًا من مواصلة مشاهدة برنامج تليفزيوني.
وفي أي تفاعُل يحدث، تكون لدينا الفرصة إما للتواصل مع شريك الحياة أو الانصراف عنه. وإذا اخترنا الانصراف عنه بصورة مستمرة، فمع مرور الوقت، سيتآكل الأساس الذي يقوم عليه الزواج ببطء، حتى مع عدم وجود خلاف واضح”.
4. تجاهَل العيوب وامتدح المميزات.
تكشف الملحوظات حول كيفية تصرُّف المتزوجين في بيوتهم أن الأشخاص الذين يركِّزون على السلبيات لا ينتبهون للأشياء الكثيرة الإيجابية التي يفعلها شركاؤهم. إلا أن الزوجين السعيدين يتجاهلان الأمور المزعجة ويركِّزان على الأشياء الجيدة.
فيقول جوتمان: “إذا كانت زوجتك عصبية وسيئة المزاج في صباح أحد الأيام، فلا بأس في ذلك؛ إذ لا ينبغي أن يتحول الأمر إلى مواجهة. ثم بعد ذلك عندما تفعل شيئًا لطيفًا، لاحظ ذلك وعَلِّق عليه”، وخمن ماذا سيجلب هذا الأسلوب لك؟ المزيد من السلوكيات اللطيفة بطبيعة الحال.
سأحاول أن أطبق هذا الدرس على الفور، تقول كاتبة المقال، فزوجي يترك قمصانه المتسخة مُكَوَّمة على الأرض، ولا يضع الصحون بالطريقة الصحيحة داخل غسالة الأطباق مطلقًا، كما أنه يصبح سريع الغضب عندما لا يحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، ولكنه زوج رائع؛ فهو صادق، كما أنه يشاركني مشاعره ويعانقني ويقبِّلني كثيرًا، وبشكل عام، يُشعرني بأني مهمة في حياته. وأريد أن أريه أنا أيضًا أنه يعني لي الكثير في حياتي، وأن كل الأمور الأخرى البسيطة التافهة لا تهمني.
أربع خطوات تدمر العلاقة مع الشريك حتى بعد ماءة سنة
حسب العربية نت، إن تسليط الضوء على الأخطاء البسيطة والشائعة التي يقع فيها بعض الأزواج يمكن أن تساعد على التوعية وبالتالي تحسين العلاقات بشريك العمر. بحسب ما ذكره اختصاصي العلاقات الاجتماعية والأسرية “ستيفن إنغ” في مقال نشره موقع “Psychology Today”، إن العناية بالعلاقات الأسرية وحمايتها يتطلب إدراك عدد من الأخطاء الشائعة والتي تعد بسيطة للغاية من أجل تجنبها لضمان قضاء أوقات ممتعة وعيش حياة سعيدة.
1- عدم الواقعية في التطلعات
يرتكب بعض الأزواج خطأ شائعًا بالمبالغة في التطلعات والتوقعات ويرغبون طوال الوقت في أن يكون الطرف الآخر الأفضل في كل شيء، على سبيل المثال، أكثر لياقة ولباقة وعقلانية وروحانية وعاطفية.
ينصح إنغ بأنه ينبغي على هؤلاء إما: (أ) الاعتراف بأنهم اختاروا الشخص الخطأ كشريك حياة أو (ب) التعامل بواقعية مع الزوج وتعلم كيفية حبه على ما هو عليه، والتأقلم مع المتاح والمستطاع.
2- نسخة طبق الأصل
يقع بعض الأزواج في خطأ بسيط ولكنه محوري وهو عدم الشعور بالرضا والقبول مالم يكن لدى شريك الحياة نسخة طبق الأصل من العواطف والآراء والطموحات والميول السياسية أو الرياضية.
إن الحصول على زوج أو زوجة متطابقة يمكن أن يكون أبعد ما يكون عن الحقيقة. يجب أن يعي الأزواج أنهما بصدد علاقة اندماج مما يعني محاولة إيجاد مجالات تكميلية غير متداخلة أو متطابقة للقوة والقدرة والاهتمام.
3- السعي للكمال
ينشد بعض الأزواج الكمال في تصرفاتهم وسلوكيات شريك الحياة في حين أن استمرار السعي للكمال يؤدي إلى الشعور بالضغوط ومزيد من العبء مما يؤدي إلى اضطراب أو الإحباط وفشل العلاقات.
ينصح الخبراء بأنه لا غضاضة في أن يكون لدى الشخص وكذلك لشريكة حياته بعض العيوب غير الجوهرية وأن يشعر كل منهما الآخر بأنه يحبه ويتقبله كما هو عليه بدون افتعال أو ادعاء.
4- عدم السماح وتخريب الصداقات الخارجية
من الشائع إلى حد ما أن يطلق الأزواج على بعضهم البعض “أفضل صديق” في الحياة. وعلى الرغم من أنه من الرائع أن يكون الزوج هو أفضل صديق للزوجة، لكن من المهم أيضًا تشجيع صداقاتها بزميلاتها وجاراتها وقريباتها.
إن الشعور بالغيرة من أن يكون للزوج أو الزوجة أصدقاء آخرين هي هزيمة ذاتية، لأن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات صداقة متينة وموثوقة يكونون أكثر سعادة وتكيفًا وانخراطًا في جوانب أخرى من حياتهم.
إذا كان هدف المرء هو تكوين أسرة سعيدة تقوم علاقاتها على أسس متينة من الحب والاحترام والتفاهم، فعليه أن يهيئ الظروف والبيئة التي تشعر فيها شريكة حياته بالأمان والاطمئنان والاستقرار لمجرد أنها تتعامل على طبيعتها في إطار طبيعي وموضوعي أساسه تقبل الآخر على ما هو عليه.