يعتبر عيد الأضحى محطة يستهلك فيها المسلمون اللحم بشكل كبير مقارنة مع باقي أيام السنة. وينتشر استهلاك اللحم ليشمل جميع الأسر والفئات، بحيث أن حتى الأسر الفقيرة التي لم تذبح الأضحية فهي في الغالب تحصل على اللحم من الصدقات ومن الأعمال الخيرية لجمعيات المجتمع المدني.
ورغم ما لأكل اللحم من فوئد صحية وغذائية تعود على الجسم بالفائدة، إلا أن فئات من الناس يمنع عليها طبيا أكل اللحم، لما قد يكون له من مضاعفات صحية تكون أحيانا خطيرة.
وتقوم السلطات الصحية في مختلف البلدان الإسلامية بالتحسيس بأهمية احترام القواعد الصحية والطبية في عيد الأضحى، ومساهمة في هذا التحسيس نقدم هذا التقرير، الذي أعد من مصادر إعلامية وطبية مختلفة.
الفوائد الصحية لتناول اللحوم
حسب “الكونسلتو”، نقلا عن موقع “Healthline”، تحتوي اللحوم بمختلف أنواعها على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على الحالة الصحية للجسم، مثل البروتينات، الدهون، الكالسيوم، السعرات الحرارية، الحديد، البوتاسيوم، الصوديوم، الزنك، السيلينيوم، إضافة إلى مجموعة مختلفة من فيتامينات ب.
وهناك مجموعة من الفوائد الصحية التي يحصل عليها الجسم عند تناول اللحوم، وخاصة الأنواع الحمراء منها، وعلى رأسها الحفاظ على الكتلة العضلية، والوقاية من الإصابة بفقر الدم، وتنشيط الجسم وتجنب الشعور بالإرهاق والخمول.
وحسب الجزيرة نت، قالت خبيرة التغذية الألمانية زيلكه ريستماير إن تناول اللحوم له فوائد جمة للصحة.
وتشمل فوائد اللحوم:
– إمداد الجسم بالبروتينات.
– تزويد الجسم بمجموعة فيتامينات بي بما في ذلك فيتامين بي12.
– توفير معادن مهمة مثل الحديد والزنك والسيلينيوم.
الأضرار الصحية للحم
بالمقابل حذرت الخبيرة الألمانية من أن الإفراط في أكل اللحوم الحمراء والنقانق يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون، خاصة إذا ترافق ذلك مع السمنة المفرطة وقلة الحركة.
كما أن اللحوم الغنية بالدهون تمهد الطريق للإصابة باضطرابات أيض الدهون بسبب محتواها العالي من الأحماض الدهنية والكولسترول، مما يرفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والكبد الدهني.
ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة، تنصح ريستماير بتناول اللحوم بمعدل يتراوح بين 300 و600 غرام أسبوعيا على الأكثر، مع مراعاة اختيار الأصناف قليلة الدهون وتحضيرها بشكل صحي كالشواء والطهي بالبخار أو في الفرن.
ما الفئات الممنوعة من تناول اللحوم؟
على الرغم من فوائدها الصحية، حسب “الكونسلتو”، إلا أن هناك فئات معينة ينصح لها بتجنب تناول اللحوم بشكل مفرط، واستشارة الطبيب المختص بشأن الامتناع الكلي عن تناولها أو الكمية المناسب تناولها، لتجنب الإصابة بأضرار صحية خطيرة، وتشمل ما يلي:
+ مرضى ارتفاع ضغط الدم:
قد يتسبب تناول اللحوم في ارتفاع معدل ضغط الدم بشكل كبير، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب المختلفة.
+ مرضى ارتفاع الكوليسترول:
لا يختلف الأمر كثيرًا عن ارتفاع ضغط الدم، حيث أن تناول اللحوم قد يؤي أيضًا إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، نتيجة احتوائها على الدهون، وبالتالي زيادة خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب
+ مرضى السكري:
وفقًا لبعض الدراسات، يرتبط استهلاك مرضى السكري للحوم الحمراء بزيادة خطر الإصابة بحالات مرضية خطيرة، منها أمراض القلب، وسرطان القولون، وسرطان المستقيم.
+ مرضى النقرس:
من المعروف أن اللحوم الحمراء تحتوي على مادة البيورين، التي من شأنها التسبب في تراكم بلورات حمض اليوريك على المفاصل، ما يؤدي إلى المعاناة من الالتهاب والتورم.
لذا، ينصح لمرضى النقرس بالابتعاد عن تناول كميات كبيرة من اللحوم، لتجنب المعاناة من ألم المفاصل، واحمرار والتهاب المفصل، مع صعوبة تحريكه.
+ الأشخاص الذين يعانون مشكلات في القلب والكلى
وعموما، حسب “ر.ت عربي” تقول الدكتورة روكسانا إكساني، خبيرة التغذية، إنه لا ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب والكلى تناول اللحوم الحمراء بسبب احتوائها على نسبة عالية من الدهون المتحولة والبروتينات.
وتشير الخبيرة في تصريح لموقع Eat This, Not That، إلى أن اللحوم الحمراء تزيد من خطر ارتفاع الكوليسترول ومستوى ضغط الدم، ما قد يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب وحتى السرطان. لهذا لا ينصح الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، بتناول اللحوم الحمراء. كما يشمل هذا الأشخاص الذين شخصت إصابة أحد أفراد عائلتهم بسرطان القولون، لأن اللحوم الحمراء غالبا ما تسبب بالذات هذا النوع من السرطان.
+ المصابون بمتلازمة ألفا-غال
حسب “مايو كلينيك” متلازمة ألفا-غال هي نوع مكتشف مؤخرًا من حساسية الطعام تجاه اللحوم الحمراء وغيرها من المنتجات المشتقة من الحيوانات الثَديِيّة. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تظهر هذه الحالة بسبب التعرض للدغة قراد ليغموش الأمريكي (لون ستار). وتنقل اللدغة جزيئًا سكريًّا يسمى ألفا-غال إلى جسم المصاب. يُثير هذا لدى بعض الأشخاص ردة فعل الجهاز المناعي، ما يؤدي لاحقًا إلى تفاعلات تحسُّسية – تختلف حدتها من خفيفة إلى شديدة – عند تناول اللحوم الحمراء مثل لحوم البقر أو الضأن أو غيرها من المنتجات المشتقة من الحيوانات الثَديِيّة.
ويظن الباحثون الآن أن بعض الأشخاص الذين يواجهون تفاعلات تآقية متواترة غير مفسرة، وأظهرت فحوصاتهم انتفاء وجود حساسية أخرى ضد الطعام، قد يكونون مصابين بمتلازمة ألفا-غال. ولا يوجد علاج سوى تجنب تناول اللحوم الحمراء وغيرها من المنتجات المشتقة من الحيوانات الثَديِيّة.