مجتمع

تسجيل مسرب لقاضية يثير حفيظة محامي المغرب.. ومطالب بفتح تحقيق

أدانت الجمعية الوطنية للمحامين بالمغرب المس باستقلالية القضاء والتدخل في سرية المداولات، بناء على تصريحات وردت في تسجيل مكالمة مسربة جرت بين قاضية بمحكمة النقض وعضوة سابقة بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية وهي تخاطب أعضاء هيئة قضائية بما فيهم رئيس غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء.

واعتبرت الجمعية في بيان اطلعت عليه جريدة “العمق”، أن ما ورد في التصريحات يعد “مسا خطيرا باستقلالية القضاء وتدخلا سافرا في سرية المداولات، وسب وقذف وإهانة في حق المحامين والمحاميات المغاربة” .

كما شدد محامو المغرب في بلاغهم، أن ما جاء في المكالمة المسربة بشأن تدخل محامين في سرية المداولات “يتنافى مع الضمانات الدستورية خاصة الفصل 109 من الدستور الذي ينص على أنه “يمنع كل تدخل في القضايا المعروضة على القضاء؛ ولا يتلقى القاضي بشأن مهمته القضائية أي أوامر أو تعليمات ولا يخضع لأي ضغط”.

وأضافت الجمعية أنه “يجب على القاضي، كلما اعتبر أن استقلاله محدد، أن يحيل الأمر إلى المجلس الأعلى للسلطة القضائية “، كما “يعد كل إخلال من القاضي بواجب الاستقلال والتجرد خطأ مهنيا جسيما، بصرف النظر عن المتابعات القضائية المحتملة “.

وورد في تسجيل صوتي استمعت إليه جريدة “العمق”، حديث قاضية بمحكمة النقض إلى هيئة قضائية بما فيهم رئيس غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث تخبره بملف حدثين بريئين تعرض ذويهم إلى الابتزاز من طرف محامية طلبت منهم مبلغ 25 ألف درهم مقابل التدخل لدى الهيأة القضائية للحصول على براءتهما.

وأضاف التسجيل حديث القاضية المذكورة، أن “المحامية التي اعتبرتها تسيء لسمعة القضاء والقضاة، المعروفة بعملها كوسيط، وعند علمها بأن ملف الحدثين تأجل إلى شتنبر المقبل، أخبرت الأم، أن ذلك بسبب رفضها الأداء بالمبلغ المالي الذي طلبته مقابل حل الملف مع الهيئة القضائية التي تتابع القضية”.

وفي جوابه على كلام القاضية، استنكر رئيس غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء ذلك بقوله “لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم هذا هو المشكل أستاذة كينصبو على الناس بإسمنا”، فتجيبه القاضية بمحكمة النقض “هادشي علاش بغيت نعلمكم أستاذ (غ) باش تردو معاها البال متكونوش لعبة بين يديها حنا مع تطبيق القانون ومع العدالة…”.

وردت القاضية أن أم الحدثين امرأة “شلحة مات راجلها وبقات حاضنة على وليداتها وخدامة في الميناج عند أحد اليهود المغاربة وأنها فقيرة، حيث طلب رئيس غرفة الجنايات باستئنافية الدار البيضاء من القاضية (ن) أن تخبر الأم التي تعرضت للابتزاز من طرف المحامية المعنية أن تزوره ليفسر لها أنه لا علاقة له ولهيئة القضاة لما طلبته من مال، مضيفا “حنا نعينو ليها محامي في إطار المساعدة القضائية ونتعاونو معاها في سبيل الله منخليوهاش دير هاذ المحامية لي باغا تنصب عليها…”.

وأضاف رئيس غرفة الجنايات “هاذيك المحامية خطيرة سمسارة وعارفينها مخلوضة ومشبوهة”، مضيفا أنه “كان عندها توقيف لمدة ستة أشهر ومبغاتش تحشم”، مردفا أن “بحال هاذ المحامين كيوسخونا”.

ورد الرئيس على القاضية بأن تخبر أم الحدثين التي تتواصل معها بأن ترفع له طلب تقريب الجلسة”، مردفا رئيس غرفة الجنايات باستئنافية الدار البيضاء قوله ” سأوصل الرسالة للسيد الرئيس الأول ليبلغ نقيب المحامين بالأمر لأن الفلوس ضايرة على ظهرنا وحنا ما فخبارنا والو حشومة”.

وأكدت القاضية أن المحامية المعنية بموضوع الحوار “عندما لا تحصل على ما طلبته من مال تحضر محامين زملاءها ليطلبوا تأجيل الملف، لتبين للجهة التي طالبتها بالمال أن عدم استجابتهم لطلبها هو ما حال دون حل الملف وتأجيله إلى تاريخ بعيد”.

وقال رئيس غرفة الجنايات في مكالمته “إن 90 في المية ديال المحامين كلهم نصابة وقمارة راه حنا خدامين وسط العافية .. وبمجرد يطلع عندك محامي يقول لك غير صباح الخير وهو راه داير مع السيد يقوليه أنا دخلت عند القاضي.  حنا موسخينا المحامين خدامين وسط العافية”.

تعليقات الزوار