مجتمع

رئيس جهة بني ملال يوزع أظرفة مالية على أرامل فاجعة دمنات .. وناشط: “خطوة مهينة”

في خطوة مثيرة للجدل، قام رئيس جهة بني ملال خنيفرة، عادل بركات، بتوزيع أظرفة مالية على أرامل وأمهات ضحايا فاجعة دمنات المأساوية التي راح ضحيتها 24 مواطنا مغربيا، إثر انقلاب سيارة من الحجم الكبير، بمنعرجات الطريق الرابطة بين دمنات وجماعة سيدي بولخلف.

تصرف رئيس جهة بني ملال، عادل بركات، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، أثار حفيظة العديد من الفاعلين المدنيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وجرّ عليه موجة غضب واسعة، إذ اعتبر ما قام به “تجارة” بمآسي المكلومات من أقرباء الضحايا، و”استهتارا” بكرامتهم.

ورصدت كاميرات هواتف صفحات فيسبوكية ومواقع إخبارية محلية، معروفة بالدعاية والترويج لخرجات المسؤولين بإقليم أزيلال، صورا توثق لحظة تقديم رئيس جهة بني ملال خنيفرة، للأظرفة، أمام أنظار الجميع، وفي صور “حاطة من الكرامة”، الأمر الذي اعتبره النشطاء تصرفا مقصودا وأريد الترويج له.

الناشط الحقوقي بجهة بني ملال خنيفرة، كبير قاشا، وصف في تصريح لجريدة “العمق” ما وقع بـ”الصورة المقززة”، معتبرا نشر صور لتوزيع رئيس الجهة في “مشهد استعراضي”، “يمس بطريقة غير مشروعة كرامتهن الإنسانية وتنتهكها”.

وأشار الناشط الحقوقي، إلى أن الكرامة هي المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل جميع الحقوق، وذلك باعتبارها هي الأساس والمرتكز والمبدأ الذي يتساوى فيه الناس جميعا، ويقع واجب حمايته على عاتق الدولة، وفق تعبيره.

وتابع قاشا في التصريح ذاته، أن رئيس جهة بني ملال خنيفرة، “استغل هشاشة الأرامل وظروفهن الاقتصادية وآلامهن النفسية الموجعة؛ الناتجة عن تخلف تشريعي في سن قوانين لحماية مستعملي الطرق و التراخي في تطبيق المتوفرة منها”.

وشدد المتحدث بنبرة حادة، على أنه على أي مسؤول كيفما كانت وظيفته ودوره، “ينبغي عليه التصرف ضمن حدود القانون، وأن لا يسمح لأهوائه بالتعدي على كرامة إنسان آخر. داعيا في هذا الإطار رئيس الجهة، لتقديم اعتذار رسمي عما بدر منه، امتثالا لسيادة القانون والتزامات المغرب الحقوقية، وتعزيزا لربط المسؤولية بالمحاسبة.

وأضاف قاشا أن ما تحتاجه الأرامل ليس أظرفة لاستعراض كرم مناسباتي تحت العدسات، وإنما شفافية تدبير موارد الجهة، والاستفادة من ثروات البلاد، وتخطيط سياسات تنموية حقيقية بالجهة، ونظام ضمان اجتماعي إلزامي لا يترك لأي كان إمكانية استغلال حرمانهن الإجتماعي لاستباحة كرامتهن بطريقة لا أخلاقية.

تعليقات الزوار