مجتمع

إقبال متزايد على العلاج في “حمامات الرمال” بزاكورة

شرعت “حمامات الرمال” في زاكورة في استئناف نشاطها منذ أسابيع لاستقبال الزبائن من مختلف مناطق المغرب وخارجه، من عشاق السياحة العلاجية. تنتشر “حمامات الرمال” في ضواحي المجال الحضري للمدينة.

وتقع أغلب الحمامات على بعد حوالي كيلومتر واحد من مقر عمالة الإقليم في اتجاه مطار زاكورة، حيث تنتصب خيام، وتبدو غير بعيد عن الطريق مشاهد دفن الزبائن في الرمال والاستعانة بمساعدين ومرشدين يسهرون على خدمتهم ومدهم بما يحتاجون من مياه الشرب أو توفير الظل لهم. وتوضح لوحات ترقيم السيارات المركونة قرب الخيام أن القادمين من مختلف المدن المغربية إضافة إلى أفراد الجالية المغربية في الخارج.

انتعاش السياحة العلاجية

في الوقت الذي يغادر فيه العديد من السكان المنطقة بسبب الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة إلى المدن الساحلية، تشكل هذه الحرارة عامل جذب للكثير من الأشخاص من أجل التداوي والعلاج في رمال زاكورة.

وتشهد المدينة في هذه الفترة إقبالاً مكثفاً لعشاق السياحة العلاجية مما يساهم في الرواج الاقتصادي للعديد من الأشخاص الذين يمتهنون هذا النوع من السياحة العلاجية الموسمية، رجالاً ونساءً، وكذلك بالنسبة للفنادق التي تعرف إقبالاً كبيراً وترتفع نسبة الملء خلال هذه الفترة.

تبدأ حمامات الرمال نشاطها كل سنة نهاية شهر يونيو إلى غاية أواخر شهر غشت، حيث تبلغ درجة الحرارة ذروتها وتتراوح بين 40 و45 درجة. ولتوفير الظروف الملائمة لاستفادة الزبائن من الحصص العلاجية، يتفقد المعالجون المكان في الساعات الأولى من الصباح لتنقية الرمال وتنظيفها من أية أحجار أو حشرات محتملة، ويعملون على تجهيز الحفر وإعدادها لتستقبل أشعة الشمس الحارة لساعات والشروع في الحصص العلاجية ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحاً.

يستقبل المعالجون الزبائن في بيت طيني تقليدي عبارة عن فضاء فسيح للاستراحة، يتناسب تصميمه وتشييده مع خصوصيات المنطقة ذات المناخ الصحراوي الحار. يبدأ الزبائن برنامجهم بتناول كأس شاي بالأعشاب، ويشرع المعالجون في إجراءات تشخيص صحي للزبائن قبل توجههم إلى الدفن في الرمال، وذلك بقياس نسبة الضغط الدموي والتأكد من قدرتهم على تحمل درجة الحرارة المفرطة، ومن عدم إصابتهم بأية أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. ثم يتوجه الزبائن رفقة المعالجين للدفن في الرمال المعدة مسبقاً بعدما تعرضت لساعات لأشعة شمس حارقة.

بعد قضاء حوالي ربع ساعة في حفرة وسط الرمال وتغطية كامل الجسد بالرمال إلى حد العنق، وحماية الرأس من أشعة الشمس الحارقة بمظلات وقبعات، يعود الزبائن إلى غرفة الاستراحة مرفوقين بالمعالجين أو مساعديهم الذين يرافقونهم طيلة فترة الاستفادة من الحصص العلاجية ويقدمون لهم المساعدة والمواكبة والتوجيه.

وفي تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أكد ف. الحسين من أبناء منطقة زاكورة القاطنين في مدينة طنجة، أنه يزور سنوياً حمامات الرمال بزاكورة لتلقي حصص العلاج، ويحرص على المداومة عليها واقتطاع أيام من عطلته السنوية، ويدعو الراغبين في خوض تجربة العلاج بحمامات الرمال إلى المبادرة لاكتشافها والاستفادة منها.

ومن جهة أخرى، أكد محمد ك. لجريدة “العمق المغربي” أنه يتردد على حمامات الرمال بزاكورة منذ عشر سنوات للعلاج من آلام أمراض البرد التي يُصاب بها في فصل الشتاء، ويدعو كل من يعاني منها إلى تجريبها والاستفادة من مميزاتها.

عشرات الزبائن من الرجال والنساء قادمون من مختلف المدن المغربية مثل طنجة، أكادير، البيضاء، الرباط وغيرها، وبعضهم يقطنون خارج المغرب كما هو الحال لمصطفى س. القاطن في الديار الإسبانية، الذي صرح لجريدة “العمق” أنه يشعر بالارتياح ولم يعد يشعر بالألم في الظهر منذ أن واظب على التردد للعلاج في حمامات الرمال بزاكورة للعام الثالث على التوالي، مبدياً إعجابه بحفاوة الاستقبال وشعوره بالهدوء والطمأنينة والراحة بعيداً عن ضغوط العمل.

تحذيرات صحية

تجنباً لأي تأثيرات وعواقب صحية وخيمة، أكدت مصادر طبية لجريدة “العمق”، أن الأطباء يحذرون بعض الأشخاص من استعمال حمامات الرمال لما تشكله من خطورة على صحتهم، خاصة ممن يعانون من أمراض القلب والشرايين، والسكري، ومرضى الكلى، حيث تؤثر الحرارة على الدورة الدموية وتساهم في نقص كمية الماء في الجسد مما يتسبب في عواقب وآثار سلبية على وظيفة القلب. وينصح الأطباء بضرورة اتخاذ الاحتياطات الضرورية، وذلك بقياس نسبة السكري والضغط الدموي ودقات القلب.

تعليقات الزوار