مجتمع

خبير بيئي يفسر أسباب فيضانات الجنوب الشرقي ويحمل الدولة مسؤولية الأضرار (فيديو)

حوار وتصوير: رشيدة أبومليك
تحرير: إجلال فرحاتي – متدربة

فسر الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أسباب الفيضانات التي ضربت مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، مشيرا إلى مسؤولية الدولة في تعويض الأضرار.

وقال بنرامل إن الفيضانات القوية التي عرفتها المنطقة المنكوبة في الجنوب الشرقي من المملكة في الأيام الأخيرة، ناجمة عن تغير المناخ بشكل متطرف على مستوى العالم، وبالقارة الإفريقية شكل خاص.

وأضاف المتحدث في حوار مع جريدة “العمق”، أن ما عرفته منطقة طاطا راجع إلى الكتل الرطبة التراكمية القادمة من الجنوب من المنطقة الإستوائية والمنطقة المدارية.

وتابع قائلا: “تلك الكتل الهوائية الرطبة ارتفعت وانزاحت إلى الشمال وتفاعلت مع كتل جنوبية من المنطقة السفلى، ما جعل العديد من الدول الإفريقية كالسودن، تشاد، بوركينا فاسو، نيجر، الكاميرون، مالي، سنغال، موريتانيا، جنوب ليبيا، جنوب تونس، جنوب جزائر، والمنطقة الشرقية للمغرب، تعرف أمطار غزيرة خلال السنوات القليلة الماضية”.

وأضاف أنه بعد كل هذه التقلبات المناخية الذي تعرفها الكرة الأرضية خلال السبع السنوات الأخيرة، خاصة الجفاف والكميات الهائلة من المياه التي تتبخر من طرف أشعة الشمس إلى طبقات الهواء، وتغيير منحى التيارات الهوائية على مستوى الجو والمحيطات والبحار، يجعلنا نقول إننا أمام مناخ جديد متقلب لا يمكن التنبؤ به”.

واعتبر الخبير البيئي هذا المناخ الجديد لا يشبه المناخ القديم في شيء، مشيرا بالمقابل إلى أن هذه السيول والأمطار الغزيرة استطاعت إحياء مسارات مائية لم تعرف المياه منذ 70 سنة.

“مسؤولية الدولة”

وحواره مع جريدة “العمق”، قال بنرامل إن المغرب يتوفر على استراتيجية تدبير الكوارث الطبيعية، وقد أحدث صندوقا وميزانية مخصصة لمثل هذه الكوارث.

وأضاف: “إلا أننا نرى غياب تدخل المسؤولون والسلطات و القطاعات المعنية إلا بعد وقوع الكارثة”، مشيرا إلى أنه حتى وإن تم إنذار الساكنة مسبقا فذلك لن يكون كافيا لإنقاذهم وتخفيف الأضرار عنهم، وفق تعبيره.

وتابع المصدر ذاته قائلا: “حتى وإن تم إنذار سكان المنطقة، فأين سيفرون وهم يستوطنون ممرات الأودية والأنهار؟ و وماذا أعدت لهم الجماعات الترابية والسلطات من إجل إجلائهم وإيوائهم؟”.

وشدد على ضرورة ان يقوم المسؤولون بوضع خطة لكل إقليم وجماعة ترابية وجهة، مرفقة بإجراءات تم التدرب عليها عبر محاكاة للكوارث الطبيعية كالزلزال والفيضانات والحرائق.

إضافة إلى ذلك، أشار إلى ضرورة وضع حملات تحسيسة للساكنة وإرشادهم في مثل هذه الحالات عن كيفية التصرف والهروب والحفاظ عن الأماكن التي كانوا يسكنون فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *