وجهة نظر

ضربة محنك

في سنة 2008 وبعد خروج عصابة التحكم من جحورها وظهورها على شكل حزب الأصالة و المعاصرة ، خرج ادريس لشكر قبل أن يتقلد أية مسؤولية ، وقبل أن يصبح محنكا ليهاجم هذا المخلوق العجيب ويصفه بالوافد الجديد ، داعيا الى مواجهته , وفي هذا الصدد هدد بالتحالف مع حزب العدالة والتنمية ونفذ وعيده حتى أهدى لهم بنكيران مدينة أكادير و عاصمة المملكة الرباط. ولكن ما ان تم ترويضه من طرف العصابة واهدائه وزارة يتيمة تتجلى في العلاقة مع البرلمان ، حتى نفظ كل تلك الوعود و التحالفات التي أبرمها مع المصباح وجرى يهرول قبل أن تضيع منه الحقيبة المسكينة.

وهكذا توالت الأيام وصار تقلب الرجل و مزاجه بين معارضة التحكم تارة و الهجوم على حزب العدالة و التنمية تارة أخرى ، حتى جاءت رياح الربيع العربي وحملت حزب العدالة و التنمية الى الحكم في الوقت الذي مني فيه حزب لشكر بهزيمة نكراء، لكن بنكيران لم يتعامل بالمثل مع من خان تحالفه السابق ، بل كرم رفاق بنجلون وعرض عليهم تسخين أكتافه بدخولهم الى تحالف الحكومة ، وكالعادة وقف الرجل ــ المحنك فيما بعد ــ سدا منيعا امام دخول رفاقه ــ الذين لم يرفض اغلبهم ــ الى الحكومة ولم يعلم الجميع أن الرجل ينتظر الفرصة التي سيضرب فيها ضربة حظه ، كما لم يعلموا ان الرجل الذي أصبح محنكا فيما انغمس في ريع كبير جعله عاجزا على الوقوف في وجه أسياده من عصابة التحكم الذين يسروا له فيما بعد الاستيلاء على حزب القوات الشعبية و حزب الشعب ليحوله الى ملحقة صغيرة لحزب التحكم .

وشاءت ارادة الله أن تنفجر فضيحة الولي الفتيت مول البقعة الذي استولى على الهكتارات في أرقى أحياء العاصمة بثمن بخس ، وبما أن السيد الوالي لم يكن الوحيد و لا الأول وربما ليس الأخير الذي استولى على أراضي الدولة فقد سارع من سبقوه الى الهريف من وزير للداخلية و الاقتصاد الى مساندته ووصفه بخدام الدولة.

لكن شعب الفيسبوك ليس سهلا فقد وجه مدفعيته نحو خدام الدولة بالمعنى الدارج للخدمة، وبدأ يسرب في لوائح خدام الدولة هارفي هكتاراتها ، ويا للعجب المحنك الكبير ضرب ضربته منذ 2002 واستولى على 3160 مترا مربعا بطريق زعير مع زوجته. ولم يكن الوحيد في حزب الشعب الذي استفاد من هذا الريع ، فقد تبعه في ذلك زميله في الحزب النقابي المدافع عن العمال و الفئات الضعيفة الحبيب المالكي ب 3283 مترا سنة 2014 .

المحنك الكبير ورفاقه باعوا حزب الشعب وصاروا خداما للدولة منذ زمن بعيد وقد انغمسوا في الفساد الى أخمص القدمين وأخذوا يكذبون علينا ويصدعون رؤوسنا بمحاربة الفساد .