خارج الحدود

إهانات واقتحامات لمنازل المسلمين في فرنسا بسبب حالة الطوارئ

يعيش المسلمون في فرنسا حالة من الرعب المتواصل نتيجة حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة بعد أحداث باريس الأخيرة، والتي قررت تمديدها ستة أشهر أخرى بعد الجريمة التي شهدتها مدينة نيس وراح ضحيتها أكثر من 80 شخصا.

جريدة “العمق المغربي” التقت أفرادا من الجالية المغربية بالديار الفرنسية، الذين يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بالمغرب، وحكوا لها جزءا من “الواقع المرير” الذي يعيشه المسلمون في بلاد “الأنوار”، مفضلين عدم الكشف عن أسمائهم مخافة انتقام السلطات الفرنسية منهم بعد عودتهم لفرنسا.

يؤكد أحد أفراد الجالية المغربية يعمل مدرسا بالعاصمة باريس، أن عددا كبيرا من المسلمين يعيش في مضايقة يومية من طرف عناصر الأمن، الذين يعمدون إلى توقيفه أكثر من مرة بطريقة مهينة أمام مرآى ومسمع من الناس، ويعاملونه كما لو أنه مجرم خطير ليعرضوه على التحقيق بضع الساعات ثم يخلون سبيله.

وأضاف المتحدث، في تصريحه لجريدة “العمق المغربي”، أن عناصر الأمن الفرنسي يعمدون إلى اقتحام بيوت عدد من المسلمين ليلا، عبر تكسير أبواب المنازل والدخول بشكل مفاجئ، فيكبلوا كل من في البيت ويضعوا عصابات على أعينهم لمنعهم من الرؤية، وبعد انتهاء التفتيش يفكونهم ويرحلون، وفي بعض الأحيان يأخذون أحد الأفراد إلى المخافر للتحقيق معهم.

خديجة مغربية مزدادة في فرنسا وتبلغ 35 سنة من عمرها، أم لطفلين، تؤكد في حديثها لجريدة “العمق المغربي” أنها تفضل ألا تبيت في منزلها رفقة زوجها، وتختار أن تقضي معظم الليالي مع والديها المغربيين المقيمين في فرنسا منذ قرابة نصف قرن.

وتضيف خديجة، “في كثير من الأحيان إذا اضطررت للمبيت في منزلي فإني أنام بملابسي وحجابي، مخافة أن يقتحموا علينا البيت ونحن نائمون ويأخذونا إلى المخافر بلا شفقة ولا رحمة”، وتؤكد أن عدد من صديقاتها المحجبات تعرض للإهانة واقتحام بيوتهن رغم عدم وجود أي صلة بينهن وبين أي من التنظيمات والحركات الإسلامية سواء المتطرفة أو المعتدلة.

من جهته، يشدد محمد أستاذ اللغة العربية بمدرسة خاصة وخطيب الجمعة بأحد مساجد العاصمة باريس، أن التعامل الأمني مع المسلمين وتكرار حالات الإهانة في حقهم بدون أي مبرر، يصعب من مهمتهم في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال خاصة لدى المسلمين من الأصول الفرنسية، ويجعلهم أقرب للتأثر بالخطابات المتطرفة والمتشددة.