وجهة نظر

أبعدوا عنا نفاياتكم الحقيقية

كثر الحديث وطال الجدل وما زال حول 2500 طن من النفايات التي رست في ميناء الجرف الأصفر بالجديدة قادمة من إيطاليا، من أجل إعادة تدويرها لاستعمالها كوقود لتشغيل معامل الاسمنت وهي العملية التي كانت تتم منذ سنة 2004 ، أي منذ عهد الحكومات التي أصبح زعماؤها اليوم يتمركزون في صف معارضة الحكومة، وأية معارضة ؟ معارضة العبث و عرقلة مشاريع القوانين و الوقوف في وجه المشاريع الاجتماعية التي تستهدف “الفئات الضعيفة كصندوق التكافل العائلي وصندوق دعم الارامل، عوض تقديم البدائل الحقيقة لخدمة البلاد.

وبما أن الموضوع هو النفايات والكل يدلي بدلوه في الموضوع ، منهم من كان غرضه الغيرة على البلاد والخوف على البيئة من التلوث، وهناك من كان همه فقط احراج الحكومة أمام المجتمع الدولي في الوقت الذي تستعد فيه لتنظيم أكبر تظاهرة دولية تتجلى في مؤتمر (كوب 22 ) الخاص بالمناخ، فإنني سأتحدث عن نوع آخر من النفايات ظل المغرب يستورده منذ أن رحل المستعمر وترك أعوانه وزبانيته يتداولونها وينشرونها بين المجتمع بغرض تدميره و القضاء عليه.

أول هذا النوع من النفايات يتجلى في المخدرات بكل أنواعها السائلة منها والصلبة، والتي حرمها الإسلام لما لها من آثار خطيرة على الأسرة المجتمع، حيث تدفع بالذي يتعاطاها الى القيام بأفعال إجرامية بشعة كالاعتداء على الوالدين او ذبح عائلة بأكملها كما فعل سفاح الجديدة ، أو تعذيب الأبناء بطريقة سادية بشعة يندى لها الجبين و التمثيل بمشاهد التعذيب كما فعل مجرم العيون، وما الى ذلك من اعمال وحشية لم يكن يعرفها بلدنا المعروف بقيمه الإسلامية السمحة. ولمعرفة كيف تلعب المخذرات بالعقل نسرد هنا قصة المرأة التي استدرجت أحد العمال الى منزلها بغرض القيام بإصلاحات داخل المنزل فلما دخل، غلقت الأبواب كما فعلت امرأة العزيز، وقالت له أمامك واحدة من الخيارات الثلاث: أن تزني بي أو تقتل هذت الصبي أو تشرب من هذا الخمر، وبعد تفكير قرر المسكين أن يشرب من الخمر معتقدا انه سيفر من قبضتها فور اتمامه ما بالقنينة، ولكن الخمر لعبت بعقله لتدفعه الى قتل الصبي والإيقاع بالمرأة
هذه المخدرات، وخاصة الصلبة منها والمعروفة اختصارا بالكيف أو العشبة يوجد من بين أباطرتها أو مروجيها زعماء أحزاب سياسية وبرلمانيين، وربما وزراء، يكونون بها ثروات ضخمة ولا يهمهم ما يقع للمجتمع من قتل وتدمير، حتى أصبحت الممول الرئيسي للحملات الانتخابية لبعض البرلمانيين و المستشارين في مدن الشمال واقاليم الجنوب المغربي. وقد طال الزمن بمغربنا الحبيب حتى ظهر فيه حزب سياسي يدعو الى ترويج هذه العشبة الخبيثة ويجعل من موضوع برنامجه السياسي الدعوة الى تقنين زراعة الكيف، وهذا ما دفع كبيرهم الى عقد مؤتمر الكيف فور استيلائه على جهة طنجة تطوان ، في الوقت الذي يعقد فيه رؤساء الجهة الحقيقيون منتديات للأطر و الخبراء من أجل تنمية جهاتهم.

النوع الثاني من النفايات هي مسلسلات الفجور و الانحلال الأخلاقي التي تدور جل أحداثها حول مواضيع محددة كالخيانة الزوجية والحمل خارج الزواج و احتراف الكذب، وما الى ذلك من الأخلاق و السلوكيات البعيدة عما علمنا اياه ديننا الحنيف.

هذا النوع من النفايات مازال يستوردها حزب الفجور السياسي الأول والمتمثل في قناة دوزم، أضف الى ذلك سهرات الفسق والمجون سواء التي تقام في الأستوديو هات الفخمة للقناة أو التي تنقل مباشرة من منصات النهضة و السويسي و أبي رقراق في اطار مهرجان اختلال الموازين وذلك كله بتمويل من جيوب المواطنين، في تحد صارخ لما جاء به منطوق دفاتر التحملات الذي ينص على الخدمة العمومية.

ثالث أنواع هذه النفايات هي ما يسمى بثقافة العبث و اللامعنى القائمة على التمرد على كل القوانين المنظمة للعلاقات الإنسانية و التي أمر بها الإسلام كالزواج وتكوين الأسرة و البر بالوالدين و العفة، الى غير ذلك من الأخلاق التي تساهم في تماسك المجتمع و الحفاظ عليه قويا، واحلال محلها الفوضى و العبث و الانحلال الخلقي كتشجيع العلاقات غير الشرعية أي خارج الزواج والسماح للعلاقات غير الطبيعية بالظهور و العيش بيننا كزواج المثليين و المثليات. هذه الأخلاق التي بدأ الغرب العلماني يتخلص منها ويعود تدريجيا الى الاهتمام بالأسر وتشجيع أخلاق العفة كمدخل لتماسكه، فاذا بنا نستورد مخلفاته باسم الحداثة والتحرر وما الى ذلك من الخزعبلات التي لا أساس لها من الوجود.

ورابع هذه النفايات هي ما ظهر مؤخرا من تلوث في الحياة السياسية بفعل حزب البؤس الذي يعمل منذ ظهوره على التحكم في جميع مفاصل الدولة وفي رقاب العباد وترويض الأحزاب السياسية حتى نعود جميعا الى عصر السيبة وسنوات الجمر و الرصاص التي يسير فيها المواطن في الشارع خائفا من المقدم و الشيخ ومن ذوي النفوذ كيفما كانوا.

هذه هي النفايات الحقيقية التي وجب على الشعب التصدي لها، وعلى جمعيات المجتمع المدني الوقوف في وجهها وتنظيم وقفات منددة بها و المطالبة بإيقافها، عوض احراج الحكومة في موضوع اعتاد عليه المغرب منذ سنة 2004 في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال مؤتمري المناخ العالمين بغرض افشال أكبر تظاهرة ينظمها المغرب، فقط لأن الحكومة التي يسيرها العدالة و التنمية من حظها الظفر بشرف تنظيم هذه التظاهرة العالمية.