وجهة نظر

كيف يدمر “الشناق” السوق ويفسد على الناس دينهم ودنياهم؟

يدخل الشناق بُرصتَيْ التداول الإعلامية و الإقتصادية قبيل عيد الأضحى لقدرته على التأثير السلبي في أثمنة الأضاحي، و توجيه السوق. فالشناق هو ذلك “السمسار” الذي يقتات على الوساطة الغير الضرورية بين مالك رؤوس الماشية الكبير من جهة، و الزبون المغلوب على أمره عند شراء كبش العيد، من جهة ثانية . فبدل أن يَتْرك الفرصة واضحة و سهلة للمشتري بأن يقتني ما يشاء مباشرة من عند الكساب، تجد “الشناق” قد استولى على ما بالسوق من مواشي و شرع في بيعها بالثمن المضاعف الذي يريد، مستغلاً “مناخ الأعمال الجيد، أو ما يعرف ب doing business ” !!

جمرة “الشناقة” الخبيثة لم تبق حبيسة أصوار الأسواق و الحضائر ( أي زْريبَة) بل امتدت إلى الميدان السياسي و ظلت تنتشر على مسمع و مرأى من الدستور. فلن أكون مُبالغا إذا قلت أن هذه الفئة من الشناقة، وإن اختلفت مع نظيرتها الأولى من حيث المظهر ، فلبست رابطة العنق بدل “البوط”، و جعلت رأس مالها من البشر بدل الخرفان ،و حتى و إن تكلمت لغةً سياسيةً من قبيل “زيرو ميكا، و المغرب ليس مطرح نفايات…”، و بشرت محيطها بِبُشرى “رفع دعوى قضائية ضد الحكومة لجبر الضرر و التعويض عن سنوات الجمر و الرصاص”، بدل لغة “هذا رباعي، و هذا سنان الحليب؛ و هذا عالف الشمندر و هذا عالف الفول”، فإنها تفعل بالعباد، خصوصا الهيئة الناخبة منهم” ما يفعله الشناق بأضاحي المغاربة خلال العشر الأوائل من ذي الحجة. يمسك الشناق بخروفٍ إلى خمسةِ خرفان على أبعد تقدير، في حين يمسك “الشناق السياسي” ، المستشار و العضو بالمجلس الجماعي سواءٌ كان من حِلف الأغلبية أو حلف المعارضة، بِرقاب خمسمائةٍ إلى ألْفِ رقبة من البشر المسجلين بدائرته الإنتخابية، حيث يبيعهم دفعةً واحدةً لبوشكارة، كبير السياسيين الذي لم سيبق له أن خَضَعَ لمسطرةِ ترشيحٍ و لا للجنةِ اختيارٍ، و لا كلف أحدٌ نفسه بالبحث في أصله أو فرعه أو ماضيه، و لا أين تلقى تعليمه أو تَدرَّب على “تسنطيحته” أو تعلم “فنون الحربائية و اللصوصية و امتصاص الدماء و استصدار شواهد السكنى لنفسه و ذويه من فاس و الرباط، و لاص بالماص…”.

الشناق السياسي هو إنسان خائن للوطن بموجب النص دستوري و المرجعية الأخلاقية، و هو إنسان يمشي بيننا و الدود يتساقط من تحت إبطيه، لأنه يجر من ورائه رقاب آلاف الأطفال و الأرامل و الأسر الذين أشقاهم و عَسَّرَ حياتهم. لقد دَمَّر المدرسة و المستوصف و الطريق و السوق، و منابع المياه.. و حول المنطقة إلى “تورا بورا مغربية” . هو إنسانٌ فاسدٌ لا يجوز قراءة السلام عليه، لأنه يبيع أقرب مجال إليه، ألا و هو تراب دائرته الإنتخابية و جماعته الترابية الذي يمشي على ظهرها ؛ تَهُمُّه مصلحته فقط، و يعتبر المشاركة السياسية وسيلةً للإغتناء و الرقي الإجتماعي السريع ؛ كما يعتبر فرصة الإنتخابات التشريعية ( ل 07 أكتوبر) موسماً لتخزين الغِلَّة،موسمٌ لم يسبقه حرث و لا حصاد. هو فرصة لخيانة الناخبين الصغار و الكبار على حد سواء. فَفُقدانُ الرجاحة و سيادة منطق المصلحة و الفساد يُخَوِّلُ له أن يتسلم أكثر من شيكٍ و شيكين، بعشرات الألاف من الدراهم، مقابل الوعد بِحَثِّ الأضاحي على “اتْبَعْبِيعْ” لصالح “طرطور أحمد الصالح” و رفاقه .

فالدائرة الانتخابية بالنسبة لمحترف “تَشنَّاقْت السياسية” ما هي سوى مقلعا من مقالع الرمال ، يشحن منه الأصوات و يترك أهله وسط الغبار و جنب الحفر… ثم يختفي ولا يظهر إلا عشية العيد. و أعياد الشناق لهذا العام ستكون قمرية و شمسية. سيتلو في عيد 10 ذي الحجة(12 شتنبر) قوله تعالى ” إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” و سيتبها بقوله الخاص يوم 07 أكتوبر : ” إِنَّ نَجَاحِي و غِنَايَ فِي اتِّبَاعِ بُوشْكَارَة، العَازِمِ عَلَى مُقَاضَاةِ الحُكُومَة”.