السعماري: حان وقت دعم ألماني صريح لمغربية الصحراء والجالية المغربية قوة ناعمة مؤثرة في الدفاع عن الوحدة الترابية

أكد علي السعماري، رئيس المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، أن الوقت قد حان ليعبر الجانب الألماني بشكل صريح وواضح عن دعمه الكامل لمغربية الصحراء، أسوة بعدد من القوى الدولية الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وإسبانيا.
جاء ذلك خلال لقاء دولي بارز نظمته المنظمة في برلين تحت شعار “المبادرات الجيوسياسية لجلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية والسلام والتعاون الدولي”، حيث حضر اللقاء ممثلون عن سفارة المغرب بألمانيا، وخبراء دوليون، وشخصيات أكاديمية وسياسية من عدة دول أوروبية، ووفود إعلامية.
وسلّط السعماري، في كلمته الترحيبية، الضوء على الدور المحوري لسياسة الملك محمد السادس في رسم ملامح الدبلوماسية المغربية، وتوجهها نحو عمقها الإفريقي وإعادة صياغة شراكاتها الخارجية، مستحضرا رسالة الملك الموجهة لمنتدى كرانس مونتانا بالداخلة عام 2019، التي أكدت على التزام المغرب من أجل إفريقيا وتعاون جنوب-جنوب فعال ومتبادل المنفعة، معتبرا القارة الإفريقية “واجبا ومسؤولية وفرصة”.
وفي هذا السياق، أبرز السعماري أهمية المبادرة الملكية الأطلسية، التي تُكرس اهتمام المغرب بالقارة الإفريقية وتفتح آفاقا لازدهار إفريقيا الأطلسية، وفك العزلة، والاستفادة المشتركة من الثروات، وجعل المحيط الأطلسي أداة للتنمية وتعزيز التكامل. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبا وتقديرا من البلدان الإفريقية.
وأشاد رئيس المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني بالدور الفعال للجالية المغربية في ألمانيا والمجتمع المدني، مؤكدا أنهم خير سفراء لبلدهم الأم، وقد ساهموا بشكل كبير في بناء علاقات قوية بين المغرب وألمانيا، مبرزا أنهم يدافعون عن القضايا الوطنية، لاسيما قضية الوحدة الترابية للمغرب، من خلال تنظيم لقاءات ومنتديات لتعريف الرأي العام الألماني والدولي بعدالة هذه القضية.
وأشار السعماري إلى أن التعبئة المدنية والدبلوماسية الموازية للجالية المغربية في ألمانيا كان لها أثر إيجابي في المواقف الرسمية للسلطات الألمانية. وناشد السعماري الحكومة الألمانية بأن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا ودول أخرى، بإعلان اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي يحظى بدعم دولي متزايد، مع تجديد أكثر من 30 دولة مؤخرا لدعمها الصريح لمغربية الصحراء.
وأكد السعماري أن المغرب اليوم يتبوأ مكانة استقرار وسلام في شمال إفريقيا، وأصبح قوة إقليمية اقتصادية واعدة وحليفا موثوقا للاستثمارات والشراكات، بفضل المشاريع الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، مثل ميناء طنجة المتوسط ومشاريع الطاقات المتجددة.
هذه المقومات، يضيف المتحدث، بالإضافة إلى الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2030، جعلت المغرب محط اهتمام الفاعلين السياسيين والاقتصاديين في ألمانيا، مشيرا إلى تأسيس تحالف مشترك بين ألمانيا والمغرب في يونيو 2024، يركز على زيادة التعاون في مجال التكيف مع المناخ، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
واعتبر السعماري أن ألمانيا تعتبر المغرب بوابة أساسية نحو الأسواق الإفريقية وشريكا استراتيجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والربط الإقليمي، وهو ما يتجلى في التوقيع على عدد كبير من اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين، معربا عن تفاؤله بأن تتوج هذه الجهود باعتراف رسمي ألماني بمغربية الصحراء، مما سيعزز التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما وأن المغرب أصبح جسرا للمستثمرين بين أوروبا وإفريقيا.
يشار إلى أن هذا الملتقى الدولي الذي نظمه المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، عرف حضور دبلوماسيين وأكاديميين وسياسيين من عدة دول أوروبية، بينها فرنسا، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، وإسبانيا، إضافة إلى المستشار بسفارة المملكة المغربية ببرلين، ونائب القنصل العام بدوسلدورف، ووسائل إعلام أوروبية ومغربية، من بينها جريدة “العمق” ممثلة في مدير النشر محمد لغروس.
كما حضر اللقاء ضيف الشرف، الخبير الدولي في الشؤون الجيوسياسية جون ماري هيدت، الحاصل على الدكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية تخصص العلوم السياسية، بالإضافة إلى دبلوم الدراسات السياسية الأوروبية. وهو عضو في معهد الدراسات الجيوسياسية بباريس، وعضو مركز الدراسات والاستبصار الاستراتيجي بفرنسا. كما شغل سابقًا منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال-جنوب بمجلس أوروبا في لشبونة.
اترك تعليقاً