60 من القادة والعلماء النوويين.. إيران تشيع قتلاها في حربها مع إسرائيل

شهدت العاصمة الإيرانية طهران، السبت، مراسم تشييع جماعي لـ60 شخصا قُتلوا جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، بينهم رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري وعدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وانطلقت المراسم بأداء صلاة الجنازة في حرم جامعة طهران، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين.
ورفع المشاركون أعلام إيران ورايات سوداء، مرددين شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل، وسط أجواء من الحزن والحداد.
كما شارك في التشييع علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، إضافة إلى قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قاآني.
وانطلق موكب التشييع من ميدان الثورة حتى ميدان آزادي بمشاركة حشود كبيرة، قبل أن يُوارى قسم من الجثامين الثرى في طهران، بينما نُقل الباقون إلى مدن أخرى لدفنهم.
وفي 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.
وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 29 قتيلا و3 آلاف و345 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.وفي إسرائيل، قتل 28 شخصا جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.
ومع رد إيران الصاروخي ضد إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية “نهاية” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترامب، بعد 12 يوما من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران.
وأمس الجمعة، توعد ترامب بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهما المرشد علي خامنئي بالجحود.
وقال ترامب على منصة “تروث سوشيال” التابعة له “كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأمريكية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته”.
وأشار إلى إنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفا “بدلا من ذلك تلقيت بيانا مليئا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات”.
وكان التلفزيون الإيراني بث الخميس كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ”انتصار” الشعب الإيراني على إسرائيل وقلل من شأن الضربات الأمريكية على منشآت نووية رئيسية.
وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت بتصريحات ترامب “غير المقبولة” بحق خامنئي.
وكتب عراقجي على إكس “إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانبا نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى (…) وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين”.
وأضاف أن “الشعب الإيراني العظيم والقوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى +بابا+ لتجنب أن يُسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات”، مضيفا أن “حسن النية يولد حسن النية والاحترام يولد الاحترام”.
اترك تعليقاً