ترامب يوقف كلمة رئيس موريتانيا بالبيت الأبيض.. ويخاطب رئيس غينيا بيساو: اذكر اسمك وبلدك

في موقف لافت داخل البيت الأبيض بواشنطن، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيقاف كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال قمة مصغرة جمعته بقادة خمس دول إفريقية، معبرا بذلك عن ضيقه من الإطالة، قبل أن يخطاب رئيس غينيا بيساو، عمر سيسوكو إمبالو، يطلب منه التعريف بنفسه وبلده والاختصار في الحديث.
اللقاء، الذي عقد اليوم الأربعاء في البيت الأبيض، ضم إلى جانب الرئيسين الموريتاني والغيني، كلا من رؤساء السنغال، وليبيريا، والغابون، ويعد أول اجتماع من نوعه يعقده ترامب مع قادة أفارقة منذ عودته إلى السلطة، في سياق مساع أمريكية لتعزيز علاقاتها مع القارة السمراء.
وبينما كان رؤساء الدول يلقون كلماتهم بالتتابع، استعرض ولد الشيخ الغزواني في كلمته بإسهاب المؤهلات الاقتصادية والموارد الطبيعية لموريتانيا، متحدثا عن موقعها الجغرافي الهام على المحيط الأطلسي، وثرواتها السمكية والمعدنية، خصوصا كونها ثاني أكبر منتج لخام الحديد في إفريقيا، كما تطرق إلى تطلعات بلاده لإقامة شراكة اقتصادية قوية مع الولايات المتحدة.
غير أن الكلمة التي طالت لأكثر من المدة المتوقعة، دفعت الرئيس الأمريكي إلى التدخل، حيث قاطع ولد الغزواني، مشيرا إلى تقديره لما جاء على لسانه، ثم توجه بنبرة مباشرة إلى رئيس غينيا بيساو الجالس بجانب ولد الغزواني، قائلا: “ربما علينا الإسراع قليلا. إذا كان بإمكانك فقط قول إسمك وبلدك، فسيكون ذلك رائعا”.
تدخُل ترامب دفع رئيس غينيا بيساو إلى تقديم كلمة مقتضبة جدا، قال فيها: “اسمي عمر سيسوكو إمبالو، وأنا رئيس غينيا بيساو. نحن دولة مسالمة وصغيرة، لكنها عظيمة أيضا. لسنا مثل أمريكا طبعا، لكننا بلد عظيم. ونحن نتابع ديناميكيتكم بخصوص الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويمكنكم الاعتماد على غينيا”.
وأثار هذا المشهد جدلا واسعا، حيث اعتُبر هذا التصرف إشارة دبلوماسية محرجة تعبر عن قلة اهتمام من قبل ترامب تجاه حديث رئيس موريتانيا، رغم ما حمله من إشادة بإدارته، كما اعتبر متابعون ما حدث إهانة واضحة من قبل ترامب إلى رئيس غينيا بيساو.
ورغم طابع الجلسة البروتوكولي، فإن تصرف ترامب طغى على مجريات القمة، وتحول إلى مادة جدل في الصحافة الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تعبيرا عن قلة لباقة دبلوماسية، في حين رأى آخرون أنه محاولة لفرض الانضباط الزمني على قادة الدول المشاركة.
وكان الغزواني قد قال في كلمته إن “دعوة ترامب تعكس اهتمام الولايات المتحدة بدول إفريقيا”، مشيدا بدور واشنطن في إحلال السلام العالمي، وبدورها في وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، وتسوية النزاع بين باكستان والهند، وتوقيع اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، وفق تعبيره.
وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن “الصراع في الشرق الأوسط، مستمر منذ ما يقارب ثمانية عقود”، لافتا إلى ما شهده قطاع غزة في العامين الأخيرين من فترة دموية خلفت عددا غير مقبول من الضحايا، حسب قوله
واستعرض المتحدث الإمكانات التي تتوفر عليها موريتانيا بحكم موقعها الاستراتيجي، على ساحل المحيط الأطلسي، وجوارها للولايات المتحدة، فضلا عن كونها تشكل حلقة وصل بين شمال إفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشيرا إلى أن بلاده ظلت على مدى 60 عاما تمثل ثاني أكبر منتج لخام الحديد بإفريقيا، كما أن مياهها البحرية غنية بالموارد، خصوصا الثروة السمكية، حسب قوله.
وشارك في هذه القمة رؤساء موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغال بصيرو ديوماي فاي، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، وليبيريا جوزيف بواكاي، إضافة إلى رئيس الغابون بريس أوليغي أنغويما.
وكان موقع “سيمافور” الأمريكي قد كشف، اليوم الأربعاء، أن موريتانيا تستعد لاستئناف علاقاتها مع إسرائيل، خلال اجتماع بالبيت الأبيض بوساطة ترامب، مشيرا إلى احتمال عقد لقاء بين ولد الغزواني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش القمة المصغرة الأمريكية-الإفريقية.
غير أن قناة “الجزيرة” القطرية نقلت عن مصادر موريتانية مسؤولة، نفيها القاطع لصحة هذه الأنباء، مؤكدة أنه لا يوجد أي لقاء مبرمج بين ولد الغزواني ونتنياهو، وأن لا وجود لمفاوضات تمهيدية بشأن استئناف العلاقات بين نواكشوط وتل أبيب.
يذكر أن موريتانيا كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل سنة 2010، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، حينها، بعد سنوات من التطبيع الذي بدأ في تسعينيات القرن الماضي.
اترك تعليقاً