مجتمع

رفع سن التقاعد وتوحيد الصناديق.. مخاوف من تكرار وصفة ابن كيران

أكد المحلل السياسي محمد شقير، أن توجه حكومة عزيز أخنوش نحو إصلاح أنظمة التقاعد يحمل ملامح مشابهة لسيناريو الإصلاح الذي قادته حكومة عبد الإله بنكيران، مع وجود بعض الفروقات الجزئية.

وأشار شقير، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إلى أن الأغلبية الحكومية الواسعة التي تتوفر عليها حكومة أخنوش قد تشجعها على تمرير هذا المشروع الاجتماعي الحاسم خلال الفترة المتبقية من ولايتها.

وأوضح المحلل السياسي ذاته،  أن الحكومة تبدو عازمة على معالجة هذا الملف في ظل ما تعتبره إنجازات اجتماعية سابقة، مثل الزيادات التي أقرتها في أجور فئات كرجال التعليم والأطباء، بالإضافة إلى تمرير القانون التنظيمي للإضراب، الذي ظل مؤجلًا منذ عقود، معتبرا أن هذه الخطوات توفر للحكومة زخما سياسيا وإعلاميا يمكّنها من مباشرة إصلاح التقاعد دون أن تُتهم بالتهرب من هذا الملف الشائك.

وأضاف المتحدث ذاته،  أن رئاسة رئيس الحكومة شخصيا للجنة المكلفة بملف التقاعد، وحضور ممثلي المركزيات النقابية، يعطي انطباعا برغبة الحكومة في إشراك الفرقاء الاجتماعيين وتفادي اتخاذ قرارات أحادية الجانب، رغم أن هامش التفاوض يظل محدودا بسبب الصعوبات المالية التي تعرفها صناديق التقاعد، وعلى رأسها الصندوق المغربي للتقاعد.

الحكومة تفتح مع النقابات ملف التقاعد.. وأخنوش يتعهد بإصلاح عادل ومستدام

وتنوي الحكومة، حسب ما تم الإعلان عنه رسميا، الشروع الفعلي في دراسة الملف عبر لجنة تقنية مشتركة، تنطلق اجتماعاتها خلال شهر شتنبر، وستعكف على تشخيص دقيق وموحد لوضعية الصناديق، في أفق بلورة مقترحات عملية لإصلاح مستدام، يراعي مصالح المتقاعدين الحاليين والأجراء المستقبليين، ويضمن ديمومة النظام ككل.

ومع ذلك، يلفت شقير إلى أن السيناريو المرجح يتجه نحو رفع سن التقاعد، والزيادة في نسبة المساهمات، مقابل الاستجابة لبعض مطالب النقابات مثل الرفع التدريجي من معاشات المتقاعدين، وهي معادلة شبيهة بتلك التي نهجتها حكومة بنكيران في 2016، حين قررت رفع سن الإحالة على التقاعد وإدخال تعديلات مالية وهيكلية على النظام، وسط احتجاجات نقابية واسعة.

واعتبر المحلل السياسي أن التحدي الأبرز أمام حكومة أخنوش ليس فقط في تمرير الإصلاح، وإنما في إقناع الشركاء الاجتماعيين بجدوى المقترحات المقبلة، لا سيما في ظل مطالب نقابية متزايدة بتحسين أوضاع المتقاعدين وعدم تحميل الأجراء كلفة العجز المالي الذي تعاني منه الصناديق.

وفيما تطالب النقابات بضرورة اعتماد منهجية تشاركية تحمي حقوق الأجراء والمتقاعدين، وتحقيق توافق يضمن استدامة الصناديق ويجنب البلاد أي احتقان اجتماعي جديد خلال السنة الأخيرة من عمر الحكومة الحالية، أشارت وزيرة المالية إلى أن الحكومة ملتزمة بالتعاون مع النقابات والفرقاء الاجتماعيين لتحقيق الإصلاحات الضرورية.

وكانت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، قد كشفت عن الخطوات الأولى لخارطة طريق إصلاح أنظمة التقاعد، مؤكدة أن الحكومة وشركاءها الاجتماعيين اتفقوا على منهجية عمل واضحة لمعالجة هذا الملف.

وفي تصريح صحفي عقب اجتماع ترأسه الخميس 17 يوليوز 2025، رئيس الحكومة، أوضحت فتاح أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تقنية مشتركة ستبدأ اجتماعاتها الفعلية ابتداء من شهر شتنبر المقبل.

وأضافت الوزيرة أن المهمة الأولى لهذه اللجنة ستكون “تقاسم المعلومات والمعطيات التقنية” التي تتوفر عليها الصناديق المختلفة، بهدف الوصول إلى “تشخيص موحد” ودقيق لوضعيتها الحالية، وهو ما اعتبرته خطوة أساسية ومهمة جدا.

وشددت نادية فتاح على أن ملف التقاعد يعد “ملفا مجتمعيا جد مهم”، لأنه يمس شرائح واسعة من المغاربة، من بينهم المتقاعدون حاليا، والأجراء الذين يتطلعون إلى مستقبلهم، بالإضافة إلى الفئات التي لا تتوفر على أي تغطية.

وكانت الحكومة قد اتفقت مع المركزيات النقابية و”الباطرونا”، ضمن جولة أبريل 2024 من الحوار الاجتماعي على مباشرة إصلاح منظومة التقاعد من خلال إصلاح شمولي يرمي إلى إرساء منظومة للتقاعد في شكل قطبين “عمومي وخاص”، يتم التوافق على تفاصيل مضمونها وفق منهجية تشاركية، وتحديد آليات الانتقال إلى المنظومة الجديدة مع الحفاظ على الحقوق المكتسبة في إطار الأنظمة الحالية إلى حدود بداية دخول الإصلاح حيز التنفيذ، وتعزيز حكامة أنظمة التقاعد في ضوء الممارسات الجيدة في هذا المجال.

في غضون ذلك، حذر المجلس الأعلى للحسابات من المخاطر المحتملة التي قد تواجهها المالية العمومية على المديين المتوسط والبعيد، مجددًا التذكير بالحاجة الملحة إلى مباشرة وتسريع إصلاح منظومة التقاعد، وذلك للحفاظ على ديمومتها.

ونبه المجلس، الذي ترأسه زينب العدوي، في تقريره السنوي إلى الوضعية المقلقة التي يشهدها الصندوق المغربي للتقاعد، الذي يسجل تراجعًا في أرصدته، مع عجز تقني بلغ 9.8 مليار درهم سنة 2023، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تُستنفد أرصدته في حدود سنة 2028، حسب معطيات وزارة الاقتصاد والمالية.

وتعتزم الحكومة تقديم مخطط شامل لإصلاح صناديق التقاعد، وعلى رأسها الصندوق المغربي للتقاعد. كما تعكف على وضع مجموعة من التدابير الإصلاحية التي تركز بالأساس على رفع سن التقاعد وزيادة نسبة المساهمات، وهي إجراءات تثير جدلًا واسعًا.

ويرى المجلس الأعلى للحسابات أن ضمان ديمومة منظومة التقاعد على المدى الطويل يقتضي الإسراع في تنزيل ورش الإصلاح الهيكلي لنظام التقاعد، لا سيما فيما يخص توسيع الانخراط في أنظمة التقاعد ابتداءً من سنة 2025، ليشمل الأشخاص الذين يمارسون عملًا ولا يستفيدون من أي معاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Badr
    منذ 14 ساعة

    Slm

  • غير معروف
    منذ 20 ساعة

    البحث عن الحلول امر طبيعي لكن نسيان سبب ما وصلت إليه وضعية صناديق التقاعد امر مريب .......يجب محاسبة من كان سببا في افلاس صناديق التقاعد دون ان يتحمل الاجير و الموظف الذي يعتبر النقطة الاضعف ، رفع سن التقاعد و زيادة نسبة المساهمة فيه على حساب من لا يدا له في هذا المشكل.

  • tello
    منذ يوم واحد

    انا لا اتفق مع هده الحكومة لانها لا تفكر الا في مصالحها

  • مختار
    منذ يوم واحد

    ذكر بن كيران بالسوء لا يزيده إلا الصمود وحب الناس وجريدة العمق عليها أن تكون محايدة عوض الضرب تحت الحزام

  • لالرفع سن التقاعد
    منذ يوم واحد

    لا لرفع سن التقاعد هذا ظلم فى حق الموظفين والمستخدمين ليس هناك تفكير في المردودية من تجاوز الستين تكثر أمراضه ممكن يكون اختيار او ارجعوا لهم اموالهم ليدبروا امورهم بنفسهم

  • متتبع
    منذ يومين

    تحليل طويل وعريض،لايقارب الحل،،،ولايبين بوضوح افاق وعناصر هذا الاصلاح،،، يجب ان تركز الدولة في ذلك على بعض الإجراءات السهلة والمقبولة من الجميع،منها: اداء الدولة لديونها نحو الصندوق بشأن مساهمتها. التخطيط للتشغيل ومزيدا من التشغيل،ورفع نسبة الموطأ في هذا المجال،على أن يكون تشغيلها عموميا. محاربة الفساد والريع،،،وصب المستحقات الناجمة عنه في مالية ورصيد الصندوق. الاسراع بتطبيق هذه العناصر. اشراك جميع الأطراف الممثلة حقيقة للموظفين .

  • فاعل تربوي متقاعد
    منذ يومين

    اسلوب الترهيب الذي تنتهجه اللجنة المكلفة بمراجعة صناديق التقاعد تطرح اكثر من اسءلة خصوصا عندما يتخذ هذا الاصلاح تصورا سياسيا يجعل الولاية الحكومية تسابق الزمن للبصم على نجاحه. يجب ان لاتنسى ان الدولة كانت تضخ أموالا متميزة في صندوق التقاعد لكن عندما امتنعت عن ذلك بدأنا نسمع ان الصناديق تعرف أزمة تؤثر على منح التقاعد لفءات عريضة من المتقاعدين. اذن هل سيكون هناك صندوق واحد للتقاعد؟ ام انه سيكون صندوقان يهمان القطاع الخاص والعام.

  • محمد
    منذ يومين

    الله.اي.رحام.الواليدين.شوفو.مان.الحلنا واسلم

  • غير معروف
    منذ 3 أيام

    لو لجات حكومة اخنوش إلى الإصلاح على شاكلة ما فعله اللعين لعنة الله عليه ابن كيران،فإن الشغيله لن تسكت هده المرة،بالإضافة إلى أن معظم ان. لم أقل كل من تحديث إليهم سينابون اخنوش وحزبه ومن شارك معه هدا الفساد من الاحزاب الاخرى

  • غير معروف
    منذ 3 أيام

    يجب خفظ سن التقاعد الى 55 سنة وادماج الشباب العاطل الى العمل.الضغط على الشركات الغير المهيكلة من تادية واجب الانخراط في الضمان الاجتماعي ووضع خطة صارمة على كل من يشغل الناس بدون التزامات قانونية متعلقة بالشغل والمراقبة الصارمة من وزارة الشغل والداخلية.وتشجيع المقاولات الصغرى .كل هدا في تعزيز الروح الوطنية والتكافل الاجتماعي.والاتصاف بالجدية التي دعى اليها جلالة الملك حفظه الله ورعاه.

  • كمال
    منذ 3 أيام

    حان الوقت ....لطرح وصفة افضل من سارقتها حتى لايكون هناك ضحايا جدد وكثر.... يجب انصاف الشيوخ....الموظفين وتطبيق الوصفة الثانية على الشباب ...مع تشجيعه على الانحراف في شركات التقاعد التكميلي...