سياسة

العماري يتحدث عن إمارة المؤمنين وزراعة الكيف وعلاقته بـ”البيجيدي”

يستمر إلياس العماري في إثارة الجدل بتصريحاته السياسية ومواقفه من عدة قضايا مجتمعية، فزعيم حزب “البام” نفى صفة الإسلامية عن الدولة المغربية، معتبرا أنها دولة مسلمة يحكمها أمير المؤمنين وليس المسلمين.

العماري حل ضيفا على مؤسسة المشروع البحثية التابعة للاتحاد الاشتراكي، أول أمس الأربعاء، متحدثا عن مواقفه من حرية المعتقد والإفطار العلني في رمضان وموقف الريسوني من الفصل 222، وتقنين زراعة الكيف.

في هذا اللقاء سيكشف العماري عن عدد الجماعات التي يسيرها مع العدالة والتنمية، وكواليس المؤتمر الأخير للأصالة والمعاصرة الذي بوأه الأمانة العامة، وتحالفات الحزب في الانتخابات المقبلة.

الملك أمير للمؤمنين وليس المسلمين

اعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، أن الملك في المغرب ليس أميرا للمسلمين بل للمؤمنين بمن فيهم غير المسلمين، مشيرا إلى أن حزبه ما زال يطالب بحرية المعتقد.

وأضاف خلال استضافته في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي بالرباط من طرف مؤسسة المشروع البحثية، أول أمس الأربعاء، أن المغرب ليس دولة إسلامية بل مسلمة حسب تعبيره.

وقال العماري إن إطلاق الحريات هو السبيل الوحيد لقطع الطريق على من سماهم بالعابثين بالوطن.

موقف الريسوني عادي

إلى ذلك، قال العماري إنه لم يتفاجأ من موقف الريسوني بخصوص الإفطار العلني في رمضان، معتبرا إياه تصريحا عاديا ولم يأت بجديد.

وأضاف أن وجود فصل يعاقب المفطرعلنا في رمضان هو عبث، داعيا إلى ما سماه تصحيح الوضع.

وهاجم العماري حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن مشروعهما قائم على ثنائية الغموض والوضوح، وأن مشكلتهما هو الخلط بين الديني والسياسي حسب قوله.

وأشار إلى أن كل العقوبات في الشريعة فيها اجتهاد إلا الإفطار في رمضان، فله ثلاث عقوبات نصية قطعية فقط هي تحرير رقبة أو صوم ستين يوما أو إطعام ستين مسكينا، وفق تعبيره.

بيع المخدرات الخفيفة تجربة عالمية

العماري، اعتبر أن “هناك تجارب عالمية في التعامل مع مشكل المخدرات عبر بيع المخدرات الخفيفة حتى لا يذهب المدمنون للمخدرات الصلبة”.

وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه يفضل ألا يكون شيئا في الوجود على أن يستمر مشكل المخدرات كما هو.
واعتبر في لقاء مؤسسة المشروع التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي، أنه لم يسبق له أن طالب بتقنين الكيف أو بيعه، بل بمعالجة المشكل القائم في البلد وإيجاد حل للعاملين في زراعته، حسب قوله.

وتابع زعيم “البام” أنه لا يجب الصمت في موضوع الكيف، داعيا العلماء المتخصصين في المجال إلى إعطاء موقفهم دون تدخل السياسيين.

العماري أشار إلى أن السكوت عن هذا الموضوع تسبب في تضاعف حجم الأراضي المزروعة بالكيف، وانتقل العاملون في زراعته من قبيلة واحدة إلى مليون ونصف حاليا، وفق تعبيره.

100 جماعة بين “البام” و”البيجيدي”

الزعيم السياسي المثير للجدل، كشف أن حزبه يسير 100 جماعة بالتنسيق مع حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن “البيجيدي” لم يطردوا أي عضو متحالف مع “البام” في تلك الجماعات.

وأضاف أن حزبه يسير جل الجماعات بتنسيق مع أحزاب أخرى رغم حصوله فيها على الأغلبية باستثناء جماعة واحدة، عكس حزب المصباح الذي يسير جماعات كثيرة لوحده، حسب قوله.

وقال العماري أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو الأقرب لحزب الجرار في المرجعية، مشيرا إلى أن تحالفات “البام” ستحكمها المرجعية وليس عدد المقاعد، وفق تعبيره.

وتابع رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة في اللقاء ذاته، قوله إن حزبه مستعد للبقاء في المعارضة خمسين سنة، مستدركا أن “البام” يشتغل على الحكم وتصدر الانتخابات المقبلة، مضيفا أنه لا يؤمن بشيء اسمه الكتلة الديمقراطية، على حد قوله.

وفي تصريح مثير للجدل، قال إلياس العماري إنه حصل على 45 ألف صوت في الحسيمة في ثاني نسبة بعد إقليم بنجرير، حسب قوله.

وأشار الأمين العام لحزب الجرار، إلى أن أعلى نسبة أصوات في الانتخابات السابقة حصل عليها أحمد خشيشن في قلعة السراغنة ب 46000 صوت، ثم منطقة بنجرير ب 34 ألف صوت، وفق تعبيره.

تصريح العماري يأتي أياما بعد كشف وزارة الداخلية للنتائج التفصيلية للانتخابات الجماعية، والتي أظهرت حصول العماري على 184 صوتا في دائرته الانتخابية في الحسيمة.

1000 “بامي” انضموا لـ”البيجيدي”

في السياق ذاته، أوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن ألف عضو في “البام” انتقلوا إلى حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة.

وكشف العماري أنه راسل وزير الداخلية حول ظاهرة الترحال السياسي في استحقاقات 4 شتنبر الماضية.

وأضاف أنه راسل رفقة أحزاب أخرى، رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران لدعوته للكشف عن النتائج التفصيلية للانتخابات السابقة، متهما حزب العدالة والتنمية بتسجيل 300 ألف ناخب في اللوائح الانتخابية استغلها لصالحه في الانتخابات، وفق تعبيره.

واعتبر أن “البيجيدي” يتوفر على مشروع مجتمعي دون أن يعلن عنه، مشيرا إلى أن حزب بن كيران انتقل جسديا وليس فكريا في مرحلة انتقاله للمشاركة السياسية، حسب قوله.

كنت ضد تأسيس “البام”

وقال المتحدث، إنه كان ضد تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة في البداية، مشيرا إلى أنه انسحب من مؤتمر التأسيس، قبل أن يعود للحزب بعدما اكتشف أنه كان على خطأ، حسب قوله.

وكشف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن حزبه يتخذ أحيانا قرارات غير ديمقراطية بناء على اجتهادات ودون إقصاء أي طرف. وأشار إلى أنه أصبح أمينا عاما لحزب الجرار لعدم وجود بديل، لافتا إلى أنه كان مع عودة مصطفى الباكوري لقيادة سفينة الحزب، “قبل أن نتفاجأ بطلبه عدم الاستمرار في الرئاسة بسبب عدم قدرته على ترأس ثلاث مؤسسات كبرى” حسب قوله.

وأضاف أن مناضلين في حزبه كانوا ضد ترشحه لرئاسة الحزب، معتبرا في اللقاء الذي حضره القيادي في “البام” الشيخ بيد الله، أن 80% من أعضاء لجينة الترشيح في حزبه قرروا ترشيحه، “وأنا لست من النوع الذي يتهرب” يضيف بالقول.